وعباءة "التدين الشكلي"؟!
رشدى عوض
هذه ليست قضية الساعة،
ولن تكون الأخيرة؟!
وإنما هى قضية عقود طويلة من رواسب
ومخلفات إجتماعية وأخلاقية تراكمت
على الغالبية من عقول أفراد يعيشون
في مجتمع فاقد لأهم عوامل البناء
الحضاري للإنسان وأولها العلم والتعليم
مجتمع غارق في غيبيات وأوهام
وشعارات مضللة؟!
ترددت كثيراً في أن أكتب عن هذه القضية
المُثَارة حالياً على صفحات التواصل
الإجتماعي لكي لا أزيد النار إشتعالاً،
وأيضاً لأنني أعلم أن ما أكتبه لن يكون
هو الحل لقضية باتت تنخر في عظام
مجتمع متهالك أخلاقياً ونفسياً،
يعيش آناء الليل وأطراف النهار
على مجرد مظاهر وشكليات
وأقنعة دينية بلا معنىً أو هدف؟!
كما وأجد أنني لست بحاجة لأن أذكر هذه القضية لا تحديداً ولا حتى تفصيلاً ، فقط لأنها حلقة من مسلسل بغيض كريه ومقزز؟!
ولكن قبل أن تحاكموا هذا "الذئب البشري"، الذي كشفته صرخات طفلة تستنجد من شيطان أجهز على طفولتها البريئة، وليست أخلاقيات إنسانية
أو وازع من ضمير؟!
أقول قبل أن تحاكموه ....
حاكموا الإعلام الفاسد
وأصحاب القنوات الفضائية
ومنتجي الأفلام الرخيصة والمبتذلة ....
ومعهم وقبلهم كل من يفتون بما يجوز أو لا يجوز، ويحللون ويمنعون، هؤلاء الذين هم من مدعي التقوى والفضيلة والتدين؟!
المطلوب الآن فقط هو إعادة البناء الإنساني للفرد على أسس علمية وتعليمية وأخلاقية قويمة ، بعيداً عن دراويش الدين والتدين والكهانة والذين يروجون الغيبيات ؟!
ربما -وأقول ربما- تعود الشخصية السوية للفرد كما كانت عليه في المجتمع السوي؟!