ياسر أيوب
منذ 75 عاما وبالتحديد فى 29 يونيو 1950 وفى استاد أرينا إندبندنسيا فى مدينة بيلو هوريزونتو بالبرازيل.. فاز المنتخب الأمريكى على المنتخب الإنجليزى بهدف وحيد فى الدور الأول لمونديال 1950.. ولم تكن مجرد مباراة إنما حكاية تحولت إلى كتب وأفلام ودراسات كروية ونفسية وإنسانية.. وأظن أن كاتريك ريدى، المدير الفنى لمنتخب فيجى، سيحكى هذه الحكاية للاعبيه باعتبارها درسا ودافعا لهم قبل مباراتهم المقبلة أمام نيوزيلندا فى تصفيات أوقيانوسيا لمونديال 2026.
فالأمريكيون الذين فازوا على الإنجليز لم يكونوا لاعبين محترفين وليسوا متفرغين لكرة القدم إنما يلعبونها فى أوقات فراغهم وبعد انتهاء أعمالهم.. فحارس المرمى فرانك بورجى الذى تصدى لكل هجمات الإنجليز كان أصلا سائقا لسيارة نقل الموتى.. وبتمريرة من والتر بهلر الذى يعمل مدرسا نجح جوى جايتتينس، عامل غسل الأطباق فى نيويورك، فى إحراز هدف الفوز الأمريكى.
ونجح الهواة الأمريكيون فى الفوز على المنتخب الإنجليزى الملىء بالنجوم والمحترفين الكبار.. وهذا ما يحتاجه الآن منتخب فيجى الذى يلعب له عمال وسائقون ورجال شرطة ولم تحقق بلادهم أى انتصار كروى حتى الآن وتحتل المركز 148 فى تصنيف الفيفا ولم يسبق لها التأهل للمونديال.. وفى المرحلة الأولى من تصفيات مونديال 2026.. نجح منتخب فيجى أو أولاد بولا فى الفوز على جزر سولومون والتعادل مع بابوا نيو غينيا وكاليدونيا ليصلوا لقبل نهائى التصفيات أمام نيوزيلندا.. وإن فازوا على نيوزيلندا سيتعين عليهم مواجهة كاليدونيا أو تاهيتى وعند فوزهم سيسافرون للولايات المتحدة العام المقبل ويشاركون لأول مرة فى المونديال الكروى.
حلم لم يعد يعيشه فقط هؤلاء اللاعبون الهواة وبعض المحترفين الذين يلعبون خارج فيجى.. إنما أصبح حلما لكثيرين من سبعمائة ألف شخص يعيشون فى دولة عبارة عن 322 جزيرة جنوب المحيط الهادى.. ويسكن معظم أهل فيجى فى جزيرة فيتى ليفو التى بها أيضا مدينة سوفا عاصمة البلاد، بينما يقع المطار فى مدينة نادى فى نفس الجزيرة.
ويبقى الرجبى هى اللعبة الشعبية الأولى فى فيجى وأصبحت كرة الطائرة للسيدات هى الأكثر نجاحا وبدأت كرة السلة تنتشر بسرعة بمساعدة أستراليا.. ورغم ذلك تحول الاهتمام هذه الأيام لكرة القدم بعدما أدرك الجميع فى فيجى أن هذه اللعبة قد تكون النافذة الحقيقية التى يطل منها العالم عليهم هم وبلادهم الصغيرة البعيدة.. فإن نجح أولاد بولا فى الوصول لنهائيات المونديال المقبل.. سيتردد اسم فيجى فى العالم كله الذى سيعرف وقتها الجزر التى يقوم اقتصادها على زراعة وتصدير قصب السكر والأناناس وجوز الهند والمانجو والموز إلى جانب الصيد والسياحة للاستمتاع بشواطئ المحيط والمياه الحائرة بين عشرات الجزر.
نقلا عن المصرى اليوم