هاني صبري - الخبير القانوني والمحامي بالنقض
في واقعة أثارت موجة عارمة من الغضب والاستنكار، تعرضت طفلة عمرها 8 سنوات لمحاولة هتك عرضها من قبل شاب، داخل حمام تابع لمسجد في نهار رمضان بمنطقة ابني بيتك بالحي العاشر، بدائرة قسم ثان العاشر من رمضان.
وهذه الجريمة هزت ضمير المجتمع حيث إن المتهم استغل ابتعاد الطفلة عن والدتها التي تسعى لتحصيل الرزق بالمنطقة، وأثناء توجه نجلتها لقضاء حاجتها بأحد دورات المياه التابعة لمسجد، وقام المتهم بالتعدي عليها محاولًا هتك عرضها، وتمكن الأهالي من ضبطه. والتحفظ عليه وأبلغوا الشرطة
وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية لمحل الواقعة، وتم القبض المتهم، وتحرر المحضر اللازم بذلك، وتم نقل الطفلة المجني عليها إلى المستشفى لتوقيع الكشف الطبي، وأحيل المتهم للنيابة العامة للتحقيق معه وطلبت تحريات المباحث الجنائية حول الواقعة وظروفها وملابساتها. وجاري استكمال التحقيقات المتهم مع التحقيقات.
في تقديري الشخصي: أن ما اقترفه المتهم في حال ثبوت التهمة عليه يشكل جريمة هتك عرض مكتملة الإركان حيث أنه يمثل اعتداء على الحرية الجنسية للمجني عليها، وأن هتك العرض يقف عن حد الإخلال الجسيم بحياء المجني عليها في جانبه العرضي، ويتحقق في أغلب الأحوال عن طريق المساس بأحد عورات المجني عليه.
ونص المشرع على صورتين لجريمة هتك العرض في المادتين 268 و269 من قانون العقوبات: الصورة الأولى هي جريمة هتك العرض بالقوة أو التهديد؛ والصورة الثانية هي جريمة هتك العرض دون قوة أو تهديد، حيث إن جريمة هتك العرض تنهض بصورتيها على ركنين: ركن مادي، وركن معنوي".
الركن المادي: يتحقق بوقوع أي فعل من الجاني من شأنه المساس بحياء المجني عليه من حيث اتصاله بالناحية الجنسية ويستطيل إلى جسمه وعوراته، ولا يشترط أن يترك الفعل أثراً على جسم المجني عليها. فيكفي لتوافر الركن المادي في جريمة هتك العرض أن يكشف الجاني عن جزء من جسم المجني عليها مما يعد من العورات التي يُحرص على صونها وحجبها عن الأنظار ولو لم يصاحب هذا الفعل أية ملامسة مخلة بالحياء.
الركن المعنوي: يتمثل في عناصر القصد الجنائي وهي أن ينصرف قصد الجاني إلى ارتكاب العناصر المادية لجريمة هتك العرض، فيلزم أن يعلم الجاني بأن فعله خادش لعرض المجني عليها، واتجاه إرادته إلى ارتكاب هذا الفعل وإلى تحقيق النتيجة.
تنص المادة 268 من قانون العقوبات، على أن كل من هتك عرض إنسان بالقوة أو بالتهديد أو شرع فى ذلك يعاقب بالأشغال الشاقة من 3 سنوات إلى 7 سنوات، وإذا كان عمر من وقعت عليه الجريمة لم يبلغ ست عشرة سنة أو كان مرتكبها ممن نص عنهم فى الفقرة الثانية من المادة 267 يجوز إبلاغ مدة العقوبة إلى أقصى الحد المقررة.
وضع قانون العقوبات عددا من المواد والأحكام المتعلقة بهتك العرض ومواقعة الانثى، وتضمن الباب الرابع من القانون بدءا من المادة 267 العقوبات المتعلقة بجرائم "هتك العرض وإفساد الأخلاق".
ونص القانون فى المادة 267 على أن من واقع أنثى بغير رضاها يُعاقب بالإعدام أو السجن المؤبد.
ويُعاقب الفاعل بالإعدام إذا كانت المجنى عليها لم يبلغ سنها ثمانى عشرة سنة ميلادية كاملة أو كان الفاعل من أصول المجنى عليها أو من المتولين تربيتها أو ملاحظتها أو ممن لهم سلطة عليها أو كان خادماً بالأجر عندها أو عند من تقدم ذكرهم، أو تعدد الفاعلون للجريمة
وإذا كان عمر من وقعت عليه الجريمة المذكورة لم يبلغ ثمانى عشرة سنة ميلادية كاملة أو كان مرتكبها أو أحد مرتكبيها ممن نُص عليهم فى الفقرة الثانية من المادة (267) تكون العقوبة السجن المشدد مدة لا تقل عن سبع سنوات، وإذا اجتمع هذان الظرفان معًا يُحكم بالسجن المؤبد".
أما هتك العرض الذى يقع على الأقل من 18 عاما فتحدثت عنه المادة (269 ): "كل من هتك عرض صبى أو صبية لم يبلغ سن كل منهما ثمانى عشرة سنة ميلادية كاملة بغير قوة أو تهديد يُعاقب بالسجن، وإذا كان سنه لم يجاوز اثنتى عشرة سنة ميلادية كاملة أو كان من وقعت منه الجريمة ممن نُص عليهم فى الفقرة الثانية من المادة (267) تكون العقوبة السجن المشدد مدة لا تقل عن سبع سنوات".
ويجب التعامل بكل حزم وفقاً للقانون مع من تسول له نفسه ارتكاب تلك الجرائم البشعة وذلك لتحقيق الردع والخاص حفاظاً على سلامة المجتمع.