ياسر أيوب
تحتاج الصحافة الرياضية من وقت لآخر للحظة هدوء تهرب فيها من أى قضايا وأزمات وصراعات وتوتر وحروب.. ولهذا التفتت الصحافة الأمريكية والأوروبية أيضًا لبطل الجولف الأمريكى تايجر وودز وابنته سام.. فـ«سام» البالغة من العمر 18 عامًا اختارت وأحبت ولعبت كرة القدم، وأصبحت قائدة فريق مدرستها الثانوية.. وفى مساء السبت الماضى نجحت «سام» فى قيادة فريق مدرسة بنجامين فى بالم بيتش للفوز ببطولة مدارس ولاية فلوريدا لكرة القدم.
ولم تكن الحكاية فوز مدرسة ببطولة ولاية أو انتصارًا كرويًا لابنة أشهر لاعب جولف فى العالم، إنما كانت إصرار تايجر وودز على حضور المباراة لتشجيع ابنته.. وفوجئ الحاضرون فى الملعب والصحفيون الذى جاءوا فقط من أجل تايجر وودز بانفعال وصراخ النجم الكبير طوال وقت المباراة ثم فرحته بانتصار ابنته.. فرحة أكد الصحفيون أنها كانت أكبر من فرحة تايجر كلما فاز ببطولة كبرى للجولف.
وابتسامته احتفالًا ببطولة ابنته كانت أجمل وأصدق وأكبر من ابتساماته حين كان هو الفائز والبطل.. ولتوضيح ما يعنيه ذلك لابد من التوقف أولًا أمام تايجر وودز ومشواره مع لعبة الجولف.. اللعبة الوحيدة حتى الآن التى مارسها الإنسان على سطح القمر حين أصر رائد الفضاء آلان شيبرد على ذلك فى 6 فبراير 1971.. فقد كان أحد ثمانية رواد فضاء حملتهم أبولو 14 التى كانت ثالث مركبة فضائية فى التاريخ تهبط على سطح القمر.
وحمل شيبرد معه مضربًا وكرات جولف، وحين جاءته الفرصة كخامس إنسان يسير فوق سطح القمر، قرر لدقائق قليلة التوقف وبدأ يلعب الجولف لتكريم اللعبة التى يعشقها.. وبعد أربع سنوات فقط وُلد تايجر وودز فى كاليفورنيا، وبدأ مبكرًا جدًا يتعلم ويلعب الجولف مع أبيه إيريك الضابط السابق بالجيش الأمريكى.. ولم يتوقع الأب أن تايجر حين يكبر سيصبح بطل العالم للجولف والمصنف الأول عالميًا بعد سنة واحدة من احترافه.. وبعد بطولات لا أول لها أو آخر.. أصبح تايجر رمزًا للعبة الجولف التى يعشقها قادة السياسة والاقتصاد وكبار رجال الأعمال والصناعة.
وتزوج تايجر فى 2004 من السويدية إلين نوردجرين، وأنجب الاثنين بعد ثلاث سنوات ابنتهما سام.. واعتادت سام حين كبرت قليلًا أن ترافق أباها فى كل رحلاته لبطولات الجولف.. وتخيل تايجر أنها ستصبح لاعبة جولف لكنها اختارت كرة القدم.. ولم يعارض تايجر اختيارها وقرارها بل أصبح المشجع الأول لها مثلما كان دائمًا يبحث عنها كلما فاز فى بطولة للجولف.. وبعد طلاق تايجر وإلين.. ظلت سام بجانب أبيها تجسيدًا للحب بين الأب والابنة الذى يتم تصنيفه كإحدى أجمل وأرق وأصدق حكايات الحب.
نقلا عن المصرى اليوم