الأقباط متحدون | جنون وأمراض نفسية بالجملة!!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٢:٥٠ | الجمعة ١١ يناير ٢٠١٣ | ٣ طوبة ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٠٢ السنة الثامنة
الأرشيف
شريط الأخبار

جنون وأمراض نفسية بالجملة!!

الجمعة ١١ يناير ٢٠١٣ - ٠٩: ٠٨ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: محمد حسين يونس
عندما يخرج علينا أحدهم يُطالب بتحرير "الأندلس" من حكم الإسبان في القرن الحادي والعشرين، فلا بد أن تشك في قواه العقلية، إنه شخص فقد  اتصاله بالحاضر، ويعيش في أحلام مستحيلة التحقق إلا في خيال مَن يتعاطي المخدرات بانتظام!

آخر طرح فجأة- عكس ما طالبوا به سابقا من الحشد لتحرير "أم الرشراش"، أو (إيلات)  العربية من حكم الصهاينة- قضية عودة يهود إسرائيل من أصول مصرية إلى بلادهم واستلام ممتلكاتهم، وتعويضات عن نصف قرن من الغربة.. العجيب أن البعض شرع فعلاً في حصر قيمة هذه الممتلكات والتعويضات المطلوبة، التي على الشعب المصري المنكسر بعد أن حكمه أسافلة، أن يشقى لتسديدها كما حدث مع الألمان بعد معاهدة "فرساي"، أو مع  العراق بعد سقوط صدام!

سلفي ثالث يركز نشاطه في قتل الشباب الذين يسيرون في الشارع مع الفتيات، وضربهم، وفرض ذوقه الغث عليهم، ولم يردعه أن ثلاثة من زملاء له حُكم عليهم بالسجن لجريمة مشابهة في بورسعيد، بمعنى أنه لو كان عاقلا لاتعظ أو لا يكرر نفس الفعل المستهجن إلا مخبول فقد القدرة على السيطرة على سلوكياته وردود أفعاله!

مخبول قائد يجمع حوله جيشًا من المجاذيب والرعاع و"أكيلة العيش"، يقف أمام مدينة الإنتاج الإعلامي يذبح ويشوي ويأكل ويهدد الإعلاميين، وعندما يجد أن نجمه قد خفت يوجِّه مخابيله للإسكندرية أو المحكمة الدستورية يخوض معارك جهادية بالسيوف والشوم ولم يبقَ إلا رباط الخيل!

في شوارع القاهرة يتحرك مهابيل يقودون الميكروباصات والأتوبيسات على أساس أن مَن يخاف على سيارته يبتعد عنا، ثم عندما يتحطم الميكروباص ينزل منه يجلس بجواره يبكي أكل عيشه الذي سينقطع!

 نماذج عدوانية لا أول لها ولا آخر منتشرة في كل الطبقات وبين كل فئات العمر والأجناس والأديان والتصورات والثقافات تشي بالأصدقاء وأخوة الوطن، تزوِّر، ترتشي، تدمر المال العام والخاص، تلتف حول إرادة الجماهير، تبيع شرفها المهني من أجل مكسب اني، تخطف الآنسات وتخرجهن من دينهن، وتزوجهن وهن قاصرات لمشايخ الأزقة والحارات، إدمان على المخدرات والقمار بكل أنواعه بدأ بالبورصة، وحتى ألعاب ومسابقات مشبوهة تبثها قنوات التلفزيون وشركات المحمول، سرقة التبرعات التي تجمعها من أجل هدف سام، ومنها الاستغناء عن المعونة، سندات إسلامية تكرر مأساة شركات توظيف الأموال، بحيث يندر أن تجد حولك من لازال شخصًا عاديًّا!!

الشخص العادي المتواجد في المجتمعات المستقرة الذي يمكنك وانت بعيد أن تقول عنه الأمريكي يضحك بسبب وبدون سبب، الياباني يقدس العمل ولا يتوقف أبدًا عن الأداء حتى وهو في عطلة أو سياحة، الفرنسي متحضر رقيق يعشق الفنون، النبيذ، والشمبانيا، الألمان، "وأخدها جد"، مبرمج يدرس كل شيء ويتأمل متفلسفًا، حتى ولو كان قسطه من التعليم منخفضًا.. الكويتي يعبد الدينار بخيل يحرص ألا يُنفق إلا في حالة الضرورة، السعودي دجمة متأخر التفكير لا يفهم إلا في التجارة وشراء أي شيء معروض في السوق بأموال البترول، أما في مصر، فقد كان هناك الإنسان الوسطي الكريم المحب لبلده الذى يعمل في صمت ويتقبل الجور بشكوى لله فالشكوى لغيره مذله!

ولكن هذا الشخص العادى تبخر منذ ثلاثة عقود تزيد عامين، بعد أن حكمته مجموعة من الضواري التي لا هم لها إلا نهبه وتفريغ خزائنه لصالح العصابة ثم التسول والاستدانة بالمليارات، بغض النظر عن أسلوب سداد الدين أو فوائده!

يقول مَن تعلمنا منهم ((تصبح الأمراض النفسية والجنون ظاهرة في مجتمعات الصراع الرأسمالية))، ولقد فهم عقلاء القوم في هذه المجتمعات خطورة أن تتحول المنافسة على لقمة العيش إلى عدوانية على الغير، وتحرش به، وحقد على ما بيده، فتنطلق جموع البشر من قيودها الأخلاقية، وتتجاهل العقد الاجتماعي الذي تربت على أساسه، فتظهر أحط ما حجزته المدنية داخل العقل الباطن؛ لذلك فالإعلام والمدرسة والنادي والأسرة تحرص على تنشئة الطفل أن يسوِّس رغباته ونزواته ويسمح لها بالتنفس الصحي عن طريق الرياضة، ألعاب التسلية، الفنون بأنواعها، التعاطف الاجتماعي مع البشر، الحيوانات، النباتات،البيئة، والكون والتأمل الفلسفي في متاحف الأنثروبولجي من خلال نشر مراحل تطور حضارة الجنس البشري منذ أن انتصبت
قامة القرد، واستخدم الآلة، حتى جال في فضاء الكون مستكشفًا.

لقد كنا بشرًا عاديين من أبناء دول العالم الثالث المقهورة المستغلة بواسطة عصابة من أهلها، حتى زادت الغمة، فانفجر الشعب، وعلى رأسه البلطجية واللصوص والفتوات والأولتراس، وكل مَن عانى من حكم العسكر والأمن. ولكن عندما سقطت هذة القيود وانزاح الكرباج، خرج من الجميع الاسوأ، في يوم تنحي الرئيس السابق تحولت الاحتفالات إلى تحرش بالسيدات، خصوصًا ذوات الأصفر من الروم، واستمرت حتى اليوم، وكُسرت البنوك، وسُرقت الأموال بواسطة عصابات متخصصة تعمل حتى الآن، ودُمرت المحلات التجارية السوبر، وسارت ضواري الديابة تسعى في الشوارع تروِّع وتقتل وتنهب وتخرج المساجين من السجون لتضعهم على رأس الجموع، يسعون لمزاولة كل ما كان ممنوعًا على أهلهم وعشيرتهم، بما في ذلك تعيين سجين محكوم علية بتهمة الرشوة وزيرًا!!

عندما نُهبت ملفات أمن الدولة، وضربت أقسام البوليس، ودُمرت عربات الأمن المركزي، عرفت أننا أخرجنا الوحش الذي بداخلنا ولن يعود.. نحن جميعًا مرضى المعتدي والمعتدى عليه، الظالم المستبد والمستسلم للظلم، اللص الذي يسرق جهد الآخر، ومَن يتركه يسرقه، ونريد العلاج لنتوائم ونفهم- على الأقل- قرارات وخطب مَن جلسوا على عرش تحتمس الثالث!!




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :