ياسر أيوب
فى ١٩٤٢.. كان اللقاء الأول بين الرياضة وجوائز الأوسكار.. وأول أوسكار لفيلم رياضى كان أفضل مونتاج لفيلم كبرياء اليانكى عن قصة حياة نجم البيسبول الأمريكى لو جيريج.. وتوالت بعد ذلك جوائز الأوسكار لأفلام رياضية، منها ثلاثة أفلام فازت بأوسكار الفيلم الأفضل.. بن هور ١٩٥٩، وروكى ١٩٧٦، وعربات النار ١٩٨١، والمصارع ٢٠٠٠، وفتاة المليون دولار ٢٠٠٤.

وفى حفل الأوسكار السابع والتسعين أمس الأول لم تكن هناك أفلام رياضية يحلم أصحابها بالأوسكار.. لكن كان هناك فيلم «دون ٢» الذى فاز بجائزتى أوسكار لأفضل مؤثرات بصرية وأفضل صوت.. وشارك فى بطولة الفيلم ديف بوتيستا الفائز ببطولة العالم ست مرات فى مصارعة المحترفين، وأصبح أحد أفضل وأشهر مصارعى العالم باسم باتيستا قبل اعتزاله فى ٢٠١٩ وانتقاله إلى هوليوود ممثلًا حالمًا بنفس نجاحاته كمصارع.

لكن الحدث الذى أثار اهتمام هوليوود والصحافة الأمريكية كان حضور بطلة التنس الأمريكية كوكو جوف المصنفة الثالثة على العالم منذ نوفمبر الماضى، والفائزة ببطولة أمريكا المفتوحة ٢٠٢٣.. وبعد دعوتها لحضور حفل الأوسكار قالت كوكو إن استعدادها للذهاب إلى مسرح دولبى لحضور هذا الحفل بما يلزمه من ثياب وتفكير وثقة للسير فوق البساط الأحمر وسط نجمات ونجوم هوليوود كان أصعب من استعدادها لأى مباراة للتنس ومنافسة زميلاتها اللاعبات.

ورغم ذلك قالت اللاعبة التى لاتزال فى العشرين من عمرها إنها استمتعت بكل ما رأته وعاشته طيلة الحفل وسط أهل السينما بعيدًا عن ملاعب التنس.. ولم تكن المرة الأولى التى يحضر فيها التنس حفلًا للأوسكار.. ففى ٢٠٢٢ فاز النجم ويل سميث بأوسكار أفضل ممثل عن دوره فى فيلم الملك ريتشارد.. وجسد ويل فى هذا الفيلم شخصية ريتشارد ويليامز.. حارس الأمن البسيط فى كاليفورنيا الذى تزوج أوراسين برايس وأنجب الاثنان ابنتين.

ورغم أن أقصى نجاح كان من الممكن لريتشارد تحقيقه هو توفير الطعام لأسرته ورعاية ابنتيه إلا أنه قرر أن تصبح ابنتاه من بطلات التنس.. وسخر منه الجميع حين قال ذلك.. ولم يهتم ريتشارد وقرر البحث عن عمل إضافى ليأتى بمزيد من المال لتدريب ابنتيه.. ولم يكن المال كافيًا لأن يقوم مدرب التنس الشهير بتدريب الابنتين.. فقرر ريتشارد أن يقوم هو بتدريب ابنتيه.

وبذل جهدًا شاقًا للقيام بذلك وأعد لكل ابنة ملفًا كتب فيه نقاط قوة وضعف كل ابنة، وما الذى ينقصها لتكتسبه بالتدريب والإصرار.. وبعد سنوات قليلة.. نجح ريتشارد وقدم ابنتيه للعالم كبطلتين للتنس.. سيرينا ويليامز وفينوس ويليامز.. وتحولت الحكاية لفيلم صفقت له هوليوود كلها وأصبحت إحدى أجمل وأرق حكايات التنس فى العالم.
نقلا عن المصرى اليوم