حمدي رزق
فى التحليل تأجيل زيارة المبعوث الأمريكى «ستيفن ويتكوف» للمنطقة حتى نهاية الأسبوع مرده التوفر على دراسة (البديل العربى) الذى رشح عن القمة العربية فى القاهرة.
مهمة «ويتكوف» لن تكون نزهة سياسية، سيتحدث مطولًا مع رئيس الوزراء الإسرائيلى «نتنياهو» فى تفاصيل البديل العربى.
قمة القاهرة وفرت حلًا واقعيًا، يبعد حماس بمسافة كافية عن إدارة القطاع (ذاتيًا)، دون تهجير سكان القطاع، مع دوران عجلة الإعمار بمظلة أمنية عربية مدعومة دوليًا.
التئام قمة العرب الطارئة فى القاهرة ألقت بكرة اللهب فى حجر إدارة ترامب، طلبتم البديل، ها هو البديل، هاؤم اقرأوا كتابيه، خذوا اقرأوا كتابيه!
التئام قمة العرب فى القاهرة تبرهن على نجاح الدبلوماسية المصرية فى جمع الشتات العربى فى لحظة تاريخية فارقة فى مواجهة مخطط صهيونى يستهدف تصفية القضية الفلسطينية.
اجتماع القادة العرب (بمن حضر) على «الطرح المصرى البديل» لإحساسهم بالخطر الذى يمثله طرح إدارة ترامب (المنفلتة سياسيًا) على مستقبل القضية الفلسطينية وأمنهم القومى العربى.
الثابت أن مصر تمثل فرس الرهان العربى، وطرحها هو البديل العربى المجمع عليه، لسان حال العرب فى محنتهم الأبدية، ودور مصر كعادتها يتجلى فى المنعطفات التاريخية كحائط صد أخير فى مواجهة المخططات الصهيونية لتصفية القضية.
مصر لا تقامر ولا تتاجر بالقضية فى فسطاط الصفقات، ولا تبحث عن دور، ولا تخاتل، ولا تناور، ولا تبغى مكاسب، القضية الفلسطينية (غرم) بضم الغين، ليس فيها مكسب لأحد، مصر لا تخون قضيتها فى المضاجع الأمريكية.
مصر تتعامل بشرف ونزاهة فى وقت عزَّ فيه الشرف، ودورها، قدرها، ومكانتها تحتم عليها قيادة العرب فى ظرف تاريخى، ودومًا عند حسن الظن، وكلمتها ثقيلة فى الميزان العربى، وبوصلتها منضبطة على الأمن القومى العربى.
قرار مصر من رأسها، لا يُفرض عليها من خارج الحدود، ولا تأبه بـ«جزرة» كالتى يلقيها ترامب بعجرفة، ولا بعصاه التى يلوح بها بغشومية، جحيم ترامب فى خياله، لا يُلهب ظهر مصر.
مصر تتعامل بعقلانية وواقعية مع مخطط مافيوى يقوده مجموعة من المطورين العقاريين الجانحين، القيادة المصرية لا تصدر الرفض للرفض، أو لإثبات موقف أو أهلية قيادية، ترفض لأسباب منهجية وعقلانية، وتوفر البدائل المصرية التى تراعى المصالح الفلسطينية والعربية، وترسم خطوطًا حمراء لكل من تسول له نفسه طمعًا فى قضمة من القضية التى ضمرت، لم يعد فيها ما يشبع جوع ترامب إلى صفقة عقارية.
فحسب التئام الصف العربى رسالة لإدارة ترامب، حديثك إذا شئت وشاء لك الهوى، على العنوان المصرى، ستجد فى القاهرة عقلًا راجحًا، وفهمًا واعيًا، وبديلًا حاضرًا، ومنهجه الحل الدائم والشامل للقضية على أساس حل الدولتين.
البديل المصرى فرصة ترامب لإحلال السلام الذى يرومه، وتهجير أصحاب الأرض يوفر حلًا، الفلسطينيون ليسوا «هنود حمر» يمكن استئصال شأفتهم وهضم حقوقهم المشروعة. لماذا قصد العرب القاهرة؟، لأنها «بيت العرب»، ولأنها عاصمة الواقعية السياسية، لا تزايد على الأشقاء، ولا تحتكر الحل، ولا توالس على مستقبل القضية، وأوراقها على الطاولة، ليس تحتها، لا تعرف دبلوماسية الغرف الخلفية.
القاهرة تقرب المسافات بين المشرق والمغرب العربى، وتصحب المشتركات تعظمها، وتنحى الخلافات تنبذها، وتجلى المواقف العربية، القاهرة مخلصة للقضية ولا تمن بتضحياتها على فلسطينى يعانى فى العراء فى برد الشتاء.
نقلا عن المصرى اليوم