الأقباط متحدون - سندعو المسيحيين للاسلام
أخر تحديث ١٩:١٨ | الخميس ١٠ يناير ٢٠١٣ | ٢ طوبة ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٠١ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

سندعو المسيحيين للاسلام

بقلم :   حنا حنا المحامى
هناك عدة مظاهر لسوء الخلق المجتمعى.  من هذه المظاهر أن تكوّن فئه أو مجموعه من الناس الاغلبيه فيمعنوا فى الاساءه إلى الاقليه لانهم بوصفهم أغلبيه أصحاب السلطه والنفوذ وحتى هذا النفوذ وتلك السلطه لا تمارس بأى خلق أو مبدأ أو قيم.  كذلك من مظاهر سوء الخلق أن تكون أقليه تعيش فى مجتمع يحترم فيه الاغلبيه قيم ومبادئ وأديان الاقليات فيكون من تلك الاقليه أن تعيث فى الاغلبيه فسادا تحت ستار الدين استنادا بل فى حماية قيم الاغلبيه التى تحترم الاقليات ومبادئ الاقليات.
 
فمثلا تجد أن الاغلبيه المسلمه فى مصر خاصة المتطرفه لا تفتأ أن تسئ إلى الاقليات ومعتقدات الاقليات وهى فى حماية كامله من أى مساءله لأن القانون يحمى دين الاغلبيه ولكنه يسمح بالاعتداء على أديان الاقليه.  وهذا ما يسمى بالنذاله.  وكلمة "نذل" لغويا تعنى صبى.  والنذاله تعنى أن من يتصرف فهو يتصرف كالصبيان الذين لا يدركون معنى المسئوليه والاحترام والمواطنه والسلام الاجتماعى ولذلك يتصرفون "بنذاله" أى كالصبيه. 
.والبادى أن الاخ السلفى المتطرف الذى يقول إنه  سيدعو المسيحيين إلى الاسلام لا يحترم أديانا ولا يحترم حتى ديانته أى الدين الاسلامى.  ذلك أن رسول الاسلام قال "لكم دينكم ولى دين".  ولكن الاخ السلفى لا يؤمن بهذا القول لانه أكثر إسلاما من رسول الاسلام.  والبادى أنه أصبح من الضرورى الرد على مثل هذا "الدعى" ولا أقول "الداعى".  ذلك أنه يدعو إلى معتنقى دين لا يعرف عنه شيئا.  
 
لذلك, ولما كان الخلق القويم واحترام الاخرين هو من المبادئ المسيحيه, ولما كان هناك من الناحية الاخرى ثمة ضروره لردع هؤلاء الادعياء الذين تخلوا عن أبسط مبادئ الاخلاق, فقد غدا من الضرورى الرد على ذلك السلفى عسى أن يتمتع بشئ من الاخلاق ويرتدع عن التمادى فى هذا الغى وربما يدرك أن احترام الآخر هو أفضل طريق للمواطنه والتجاور والتعايش.
سيدى ... من أهم المبادئ الإسلاميه أنها تدعو إلى الموعظه الحسنه والفضيله والمحبه وذلك دون قسر أو إجبار لان كل إنسان مسئول عن سلوكه وعن عمله فى اليوم الآخر.  ذلك أن الانسان لو ذهب إلى الصلاه خوفا وجبرا فلن تحسب له  أمام  الله ولن تكون حسنه فى سجل حياته لانه لم يؤد الصلاه حبا فى الله ولكن حبا فى ذاته حتى يضمن لنفسه السلامه, السلامه الارضيه وليست السمائيه.  أما المسيحيه فهى ترشد إلى المبادئ السليمه ومزايا العباده والتقرب إلى الله.  بعد ذلك يكون الانسان حرا في الطريق الذى يسلكه لانه لا يحاسب لو لم يكن حرا.  فالحريه هى أساس المسئوليه أمام الخالق الذى خلقنا أحرارا حتى نكون مسئولين يوم القيامه.
 
والفضيله التى تدعو إليها المسيحيه - وذلك بوصف عام- فهى تدعو إليها حتى يكون هناك احترام من كل فرد للآخر وهذا هو لب السلام الاجتماعى يا فضيلة الشيخ.فمن أهم المبادئ المسيحيه أن من نظر إلى إمرأة واشتهاها فقد زنى بها فى قلبه.  من هنا يا فضيلة الشيخ أن المرأه أو الفتاه المسيحيه لا تخفى نفسها تحت رداء أيا كان,  ذلك أن الفضيله تكمن فى نفس المرأه وليس فى مظهرها.  كما أنه من المفترض أن الرجل الفاضل لا ينظر إليها نظرة شهوه سيئه وإلا اعتبر زانيا فى قلبه.  وإذا كانت المرأه حره فى مظهرها ليس معنى ذلك بالطبع أن ترتدى رداء مثيرا.  وهذا أمر له معنى آخر.
  فالاثاره يختلف مفهومها من مجتمع إلى مجتمع ومن عصر إلى أخر.  فمثلا تسير المرأه عارية الذراعين ويعتبر ذلك محتشما لانه مع تطور الاخلاق أصبح ذلك رداء عاديا لانه من المفروض أن المجتمع قد ارتقى بغرائزه ولا ينظر ألى مثل هذه المرأه نظرة سوء.  مرةأخرى ذلك أن التحشم يكمن فى النظره ألى المرأه وليس فى المرأه نفسها.  وهكذا تنتشر الفضيله بين البشر بصفه عامه. هل تعرف أن الدول التى تبيح حرية المرأه لا تسمح لأى رجل أو شاب أن يلمسها مجرد لمس.  ومثل هذا الفعل يؤدى بمرتكبه إإى  السجن.  وذلك حتى تستمتع المرأه بحريتها كامله.فلن يكون من الرجل إلا أن يحترمها.
قال كتابنا المقدس "لا المكدس يا فضيلة الشيخ" حين سئل عن تعدد الزوجات "فى البدء خلقهما ذكرا وأنثى".  أى أن مشيئة الله منذ بدء الخليقه أن يكون لكل رجل إمرأه واحده فقط.  كذلك يقول كتابنا المقدس "لا طلاق إلا لعلة الزنى" ذلك أن من يزنى فقد اعتدى على إرادة الله الذى قال "يصير الاثنان جسدا واحدا اذ ليسا بعد اثنين بل جسد واحد ".  ولكن بالزنى تهدر طبيعة الزواج إذ أن الاثنين لا يكونا بعد جسدا واحدا, فمن ثم تفصم العلاقه الزوجيه فيكون الطلاق مباحا لانها تكون عباره عن إضفاء صفه قانونيه على حاله قائمه.
 
هل تعلم يا فضيلة الشيخ أن الحلفان محرم تحريما باتا وقاطعا فى المسيحيه؟  يقول الكتاب المقدس يا فضيلة الشيخ أن السيد المسيح قد قال " لا تحلفوا البتة.لا بالسماء لانها كرسي الله. ولا بالارض لانها موطئ قدميه.ولا باورشليم لانها مدينة الملك العظيم. ولا تحلف براسك لانك لا تقدر ان تجعل شعرة واحدة بيضاء او سوداء. بل ليكن كلامكم نعم نعم لا لا.وما زاد على ذلك فهو من الشرير "(مت 5 : 34 ــ 37 )   ولا تعليق بعد هذا القول يا فضيلة الشيخ.
 
تدعو المسيحيه إلى قمة المحبه لان المحبه هى النواه التى تنشر وتزرع السلام.  فقد قال الكتاب المقدس " احبوا اعداءكم.باركوا لاعنيكم.احسنوا الى مبغضيكم.وصلوا لاجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم. لكي تكونوا ابناء ابيكم الذي في السموات.فانه يشرق شمسه على الاشرار والصالحين ويمطر على الابرار والظالمين. لانه ان احببتم الذين يحبونكم فاي اجر لكم.اليس العشارون ايضا يفعلون ذلك. وان سلمتم على اخوتكم فقط فاي فضل تصنعون.اليس العشارون ايضا يفعلون هكذا. فكونوا انتم كاملين كما ان اباكم الذي في السموات هو كامل " 0 مت 5 : 44 ــ 48 )
يا فضيلة الشيخ لماذا تريدنى أن أغير ديانتى وأترك هذا السلام والحب النقى الطاهر؟  إنك حتى تتنكر للحقيقه فقد ادعيت أن كتابنا محرف ولكنك لم تقل متى حرف وكيف كان قبل التحريف. 
 
 يا فضيلة الشيخ إن من الوصايا العشر "لا تكذب" وهى منذ ألاف السنين قبل الميلاد.  وبذلك يتعين أن يكون الانسان صادقا فى كل ما يقول.  وبذلك يكون  الكذب معصيه لا ترضى الله بل يحاسب عنها قائلها حسابا عسيرا فى يوم الدين.  يا سيدى الفاضل إنى لن أترك الطريق الذى يؤدى بى إلى الفردوس مهما كان الثمن.  هل تعرف أن ضحايا المسيحيه لم يحيدوا لحظه عن عقيدتهم وقد فضلوا الموت حتى يكسبوا الحياه الآخره أى الحياه الابديه؟
يا فضيلة الشيخ السلفى لى قول صريح أرجو قبوله وهو أنكم تلجأون إلى الدين كذريعه لتستولوا على خيرات البلد التى تعيشون فيها وتنعم نفسيتكم المريضه بالاساءه إلى الغير ذلك أن فى تلك الاساءه إقناع لنفوسكم أنكم الافضل والاعلى.  ولكنكم تناسيتم حقيقه خطيره وهى أن الله قد خلق الانسان "سواسيه كاسنان المشط".  كل ما هنالك أنكم تتخذون من بعض الايات ذريعه حتى تكسبوا أكبر مكاسب دنيويه.  وأرجو أن أقولها لكم صريحه أنكم تضحون بالحياة الآخره التى هى الدوام والبقاء.
 
يا فضيلة الشيخ إنى أكتفى بهذا القدر وكم أتمنى أن تعى كل كلمه تقولها أو أقولها لاننا فى هذا المجال نتكلم عن الحياة الابديه, حياة الخلود حيث لا ينفع الندم بعد العدم.
يا فضيلة الشيخ إنك أرغمتنى على أن أرد عليك وهذا حقى وحق كل إنسان تسئ إلى عقيدته حتى أنك تطالبه بهجرها لانها –كما تدعى- باطله.  وليس من حقك ولا من حق أى مسلم على وجه الارض أن يسئ إلى أى ديانه أخرى ويحرم صاحبها من الرد.إنكم تحرّمون الحديث فى الاديان ولكن لا لشئ إلا لتسيئوا إلى الديانات الاخرى وسندكم فى هذا أنكم تكونون الاغلبيه.  على ذلك فإن الحديث عن الاسلام جريمه كبرى فهل الدفاع عن أى عقيده أخرى جريمه أيضا؟
  سيدى الفاضل –إن كنت تعرف معنى الفضيله-  إن حق الدفاع الشرعى شرعته كل الاديان حتى الدين الاسلامى.يا فضيلة الشيخ إنها مناسبه جيده أن أذكر لك حقيقة هامه. هل تعرف أنه لم يسئ إلى الاسلام مثل المسلمين؟  مثال بسيط وبسيط جدا جريمة الاعتداء على كنيسة مصراته حيث قتل إثنان من المسيحييين.  ما هو الاسلام فى ذلك؟  هل القتل بدون سبب ولا حتى الدفاع الشرعى أو لاى سبب أسلوب مشرع فى الاسلام؟  بالطبع لأ.  هل هؤلاء الضحايا قد ارتدوا عن الاسلام؟  بالطبع لأ.  هل هؤلاء الضحايا أساءوا إلى الاسلام؟  بالطبع لا.  هل يمكنك أن تسرد لى أسباب مثل تلك الجريمه أو جريمة كنيسة القديسين؟  بالطبع لا. 
 إنكم تتخذون من الدين الاسلامى أيضا ذريعة لارتكاب الجرائم حتى جريمة  القتل.  هل لذلك تريدنى أن أعتنق الاسلام؟  سيدى ... إنى لا ولن أدعوك إلى الدخول إلى المسيحيه فقيمها صعبه على أمثالك. فقط أرجو أن تخبرنى لماذا ستدعونى إلى الاسلام.  
ولك الشكر والعرفان لانك أتحت لى هذه الفرصه والله ولى التوفيق.                              

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter