حمدى رزق
من مأثورات النبى، صلى الله عليه وسلم، قوله: «ويل للعرب من شر قد اقترب». اشتقاقًا من قول الحبيب، نقولها مخافة: «ويل للعرب من شر ترامب قد اقترب» إيقاظًا لنخوتهم، واستنفارًا لهِمّتهم، واستدعاء لوحدتهم، فى مواجهة شر «ترامب». شر محدق، يكاد يلامس أكتاف القادة العرب «زجرًا ونهيًا وأمرًا»!.
القادة العرب (ملوكًا ورؤساء وأمراء)، فى قمتهم التاريخية، فى القاهرة، (غدًا الثلاثاء ٤ مارس)، جميعًا مدعوون إلى التوافق على موقف موحد يعبر عن رفض العرب لمخطط «ريفييرا ترامب العقارية» فى قطاع غزة، بما يتضمنه من تهجير قسرى لمليونى فلسطينى إلى دول الجوار، تحديدًا مصر والأردن والسعودية، فى واحدة من أفظع وأبشع جرائم التطهير العرقى فى تاريخ البشرية المدون فى كتب محفوظة للتاريخ.
القادة العرب، أعانهم الله على ما ابتلانا به، ترامب بلوة مسيحة، جميعًا مدعوون إلى تبنى الطرح المصرى العادل (البديل)، الذى ينجى القطاع من مغبة شر ترامب.. وقد اقترب من الشواطئ العربية، ينتوى احتلالها. إن الأمريكان إذا دخلوا دولة أفسدوها، وجعلوا أعِزّة أهلها أذِلّة!.
كما يقولون لا وقت للخلاف، ولا الشقاق، ولا تحكيم الثارات الماضوية، ولا تغليب المصلحة القطرية على المصلحة العربية الجامعة. ٤٣٠ مليون عربى، يلتحفون بـ٢ مليار مسلم، ينظرون إليكم وينتظرون منكم فى قمتكم موقفًا تاريخيًّا برفض خطة ترامب، وتبنى حل الدولتين، والإصرار على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الخامس من يونيو ٦٧، وعاصمتها القدس الشرقية.
غير ذلك يصدق فينا الحديث النبوى الشريف: «يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها..». وأكَلة البيت الأبيض شرهة نهمة. ترامب لا يرتدع، فاجر سياسيًّا، ويسحق مَن يقع تحت يديه، والذى يعصى أوامره يبوء بغضبه، وهو فى غضبه مؤذٍ، ولا يرعوى لأخلاقيات سياسية، ولا بروتوكولات دبلوماسية، وينتهج سياسة الغضب العقور، وطريقته مجربة: «احلبى لأكسر قرنك»، ويحلب البقرة حتى ينبجس من ضرعها الدم.. والدم يسيل من ضرع أوكرانيا، (نموذج فادح ومثال فظيع)، يستولى على المعادن والقمح غصبًا، ويهين رئيسها علانية!!.
من قبره يحدثكم شاعر النيل، حافظ إبراهيم، باسم مصر، ومصر تتحدث عن نفسها ببلاغة حافظ:
«نَحنُ نَجتازُ مَوقِفًا تَعثُرُ الآراءُ/ فيه وَعَثرَةُ الرَأىِ تُردى
فَقِفوا فيهِ وَقفَةَ الحَزمِ وَارموا/ جانِبَيهِ بِعَزمَةِ المُستَعِدّ».
ما حَكَّ جلدك غير ظفرك، والقادة العرب مدعوون إلى حَكّ رؤوسهم، يتحسّسون رؤوسهم، وهم يرون فتى البيت الأبيض المدلل «فولوديمير زيلينسكى»، رئيس أوكرانيا، يُهان ويُطرد من البيت الأبيض، غير مأسوف عليه، وتطارده لعنات سيد البيت الأبيض على الدرج الرخامى متدحرجًا.
ترامب يمارس بلطجة سياسية مدعومة بقوة اقتصادية كونية مزودة بآلة عسكرية جهنمية، يرهب العالم، وأخلاقيًّا ليس لديه عزيز، وينطبق عليه القول «المتغطى بأمريكا عريان». بالسوابق يُعرفون، وتعرية
«زيلينسكى» فضيحة لا تخفى على لبيب، واللبيب من الإشارة يفهم.
ولع ترامب بالمال، ولغة الصفقات تسبق لغة السياسة، والصفقات سلاحه، وإذا قرر فعل، وإذا استعصى عليه أمر عالجه بقسوة مفرطة.
نصيحة طيب الذكر، الشاعر العربى، نزار قبانى، قد تنفع، يوم لا ينفع الندم: «إذا تعالَى عليك شىء أَهِنْه بالتخلى، وإذا استعصى عليك قلب كُفَّ عن وصاله، وإذا تغير عليك أحد امنحه نسيانًا كأنه لم يكن». هذا يدخل فى باب الشؤون القلبية، لكنها وصفة قد تنفع مع بعض التنقيح فى الشؤون السياسية!!.
نقلا عن المصرى اليوم