حمدى رزق

مسرحية مصرية هزلية عرضت فى العام (1982)، بطولة محمد نجم ووحيد سيف، وإخراج شاكر خضير.

بعيدًا عن المسرحية، ما يعنينا الاسم الذى ينسحب على إدارة الرئيس الأمريكى «دونالد ترامب» تقولها وأنت صائم «دول عصابة يا بابا» وتعقب اللهم إنى صائم.

 

ما صدر عن «عصابة ترامب» التى تحتل البيت الأبيض، وعلى الهواء مباشرة فى حق الرئيس الأوكرانى «فولوديمير زيلينسكى»، عار سياسى سيظل يلطخ وجه هذه الإدارة ويصمها بالبلطجة السياسية.

 

الإدارة الأمريكية المقبلة بعد أربع سنوات، ستحتاج إلى أطنان من مساحيق غسيل سمعة لتنظف مخلفات ترامب على حوائط البيت الأبيض.

 

ما حدث للرئيس الأوكرانى فى البيت الأبيض من إهانات تصل إلى حد الإذلال الممنهج والإقلال (التقزيم) المهين، ترجمته شغل عصابات مجرمة، تسرق الأوطان غصبًا، زيلينسكى لازم يوقع على أحلام ترامب، أحلام سيد البيت الأبيض أوامر قيد التنفيذ.

 

ما صدر عن «عصابة ترامب» فى مواجهة رئيس أعزل من العون السياسى، ويخوض حربًا طاحنة، تذكرك بأفلام العصابات، عصابة شيكاغو (1910)، وهى عصابات إجرامية منظمة أمريكية قوية ومخيفة جدًّا، وتعد جزءًا من المافيا الأمريكية التى نشأت فى «ساوث سايد» من شيكاغو.

 

بالمصادفة، برج وفندق ترامب العالمى المعروف، (Trump International Hotel and Tower) يقع فى وسط مدينة شيكاغو، عصابة ترامب هى الطور المتحور من عصابة شيكاغو الشهيرة.

مسرحية هزلية، مشاهد محزنة ملؤها استكبار واستقواء وسحق هامات، حاول زيلينسكى قدر استطاعته رد الإساءات، وتماسك قدر الإمكان، وفى بعض اللحظات كان ندًّا رغم ضآلة حجمه مقارنة بطول وعرض رئيس العصابة (ترامب).

 

استفردوا بالرجل وهو لا يرتدى سوى لباس الحرب الذى لم يخلعه منذ سنوات، زيلينسكى كان وحيدًا فى مواجهة عصابة، ومشهد سفيرة أوكرانيا فى واشنطن «أوكسانا ماركاروفا»، وهى تغطى وجهها بيدها وتنظر مطرقة فى الأرض كان معبرًا عن المشهد الهزلى.

 

من ذا الذى يلوم الرئيس «زيلينسكى»، من يسخر منه يضع نفسه مكانه فى وسط هذه العصابة، عصابة تاكل الزلط، وتفتك بمن يقف فى طريق أعمالها، أو يعرقل صفقاتها الكونية.

 

عصابة ترامب، فى التحليل الأخير إدارة مارقة خارج نطاق القانون الدولى، تتاجر بالشعوب، ولا تعترف بالحدود، وتلعب بمقدرات الأمم، وتغتال الخصوم بدم بارد، وتسرق المعادن النادرة.

 

العصابة التى تحتل البيت الأبيض تختال على الناس برابطات عنق ملونة، والسيجار فى فمها gurkha royal courtesan من دم الشعوب المقهورة، تتغذى كالطفيليات على ثروات الدول الضعيفة، وتهدد المشاكس منها بالجحيم.

 

تدوس على العالم بأحذية «لويس فيتون مانهاتن ريشيليو»، باهظة الثمن، وتعقد الصفقات التحتية والفوقية على جثث البشر، ولا يعنيها أوكرانيا ولا غزة ولا بلاد تركب الأفيال، تتعامل مع دول مستقلة مثل كندا والمكسيك، عمرها أقدم من عمر الولايات المتحدة على أنها من جمهوريات الموز، أو ولايات تحت الولاية، والعالم من حولها مجرد فناء خلفى تمارس فيه نزواتها السياسية البغيضة.

 

تقديرى الشخصى «فولوديمير زيلينسكى» خرج من البيت الأبيض منتصرًا رغم الانكسار، يكفيه شجاعته أمام شعبه فى مواجهة عصابة تصوب على رأسه دون أن يهتز أمام سطوتها أو يخشى تهديدها ووعيدها.

 

قارع العصابة المفترية بفروسية فاحتد عليه رئيس العصابة، كاد يفتك به، وعايره بالمساعدات الأمريكية فى مشهد قمىء (بشع ومعيب ومعين).. كاد ترامب يعتدى على زيلينسكى، تخيل لامس كتفه زجرًا خرقًا للبروتوكولات المرعية حتى بين رجال العصابات!

نقلا عن المصرى اليوم