كتبها Oliver
السيد المسيح له المجد فى عظته الإلهية التي غيرت معالم العالم كله وضع مفاهيم جديدة أكثر عمقاً و أوضح معنى و أقرب طريق لممارسة الحياة مع الله.فى أحد الكنوز وضع المسيح مفهوماً للغنى و للثروة السمائية.كيف تصير غنياً قدام الله ليس قدام نفسك و لا قدام الناس.هذا الغني الذى رآه موسي النبي أعظم من كل خزائن مصر في مجدها.عب11: 26.
الإنسان الغني على الأرض إما أن يكون وارثاً و هو ورث ما لم يتعب فيه.. فقط يعد رابحا إذا أدار ميراثه بنجاح و حافظ عليه و أضاف له. أو هو إنسان إستطاع أن يصتع بمجهوده ثروة.
فى المسيح صرنا أغنياء بالطريقتين.ورثنا الثروة السمائية مجاناً دون أن نتعب.ورثنا البنوة بإيماننا بالمسيح و نوال الروح القدس فى المعمودية.ميراثنا هو مع المسيح و بدونه لا بنوة و لا ميراث.و لا كنوز رو8: 17 بهذه البنوة صار لنا ميراث فى المسيج لأن الميراث هو فقط للأبناء .فوسيلة الحصول على الميراث أن ننال التبني.فتعالوا يا من تريدون ميراثاً دون أن تتعبوا.خذوا بنوة.خذوا خلاصا. خذوا روح التبنى و فيه كل النعم.نصير بالروح أغنياء فى المسيح.نرث ملكوته.
و كذلك بعمل النعمة فينا ننال بركات و فيض سماوى يجعلنا أغنياء بالروح.فالمساكين بالروح هم فئة الأغنياء بالروح.العاملين مع الله.لأن المسكين بالروح هو من لا يملك سوى عمل الروح فيه و هو بدون الروح القدس معدم تماماً.
الصدقة و الصلاة و الصوم هو عمل مع الله.لتفريغ القلب من البضاعة الراكدة التالفة.لكي نفسح مكاناً للبضاعة الرائجة الجالبة للربح مثل الخدمة التي هى شراكة مع الله.بها نربح نفوس للملكوت و نربح بواسطتها مجد و غني روحى.لأن كل نفس نربحها للمسيح سواء كان قريباً أو غريباً هو وديعة سمائية لها أرباح تضاف إلى كنزنا الأبدي.
الصدقة شراء أرباح ملكوتية.لأن العطاء بمحبة و فرح على الأرض هو إيداع فى صندوق كنوزنا السماوى.القلب الغني بالمحبة للغير يجعل صاحبه غنيا قدام الله.الصدقة لا تجلب الغفران لكنها تجعل الإنسان متأهلا لمراحم وفيرة.ً
الصلاة ترفع أشواقنا لمحبة الإلهيات. تنهمر بوفرة بركات الرب الغنية فنغتني بالمراحم.الصلاة جزء من التوبة.و التوبة تعنى تخلص الإنسان من خسائره لتبدأ المكاسب الأبدية.لا يمكن ان نغتنتى إلا بالتوبة لأن بها يمحو الله ديوننا.
الصوم وسيلة لتحرر الجسد.لأنه لا يمكن أن ينال الثروة السمائية و هو متجذر فى الأرض مشغول بملذاتها منجذب لأموالها.الصوم تغيير مصدر الجاذبية فبدلا من أن تكون للأرض تصبح لملكوت الله.
لذلك رب المجد يسوع قبل أن يخبرنا بالكنوز علمنا طويلا عن الصدقة و الصلاة و الصوم .مت6
ليست المشكلة في المال لكن في محبة المال.فى أن يستمد الإنسان سلامه من وفرة الغني الأرضى.جاهلاً أن اليوم يمكن أن تطلب نفسه لتصير قدام الله فيقف ذاك الإنسان فقيراً بائساً حينها.
أما الذين لبسوا المسيح في المعمودية و عاشوا دون أن ينخلعوا من المسيح فهؤلاء يتكلم فيهم الروح و يعمل بهم فيربحوا وزنات فوق وزناتهم و يستأمنهم الله على الكثير لأنهم أمناء في القليل.أما الكثير فهو الكنز السماوى أما القليل فهو جهاد الإنسان على الأرض.
الكنز السماوى ككل كنز.نعرف فقط بعضاً مما فيه لكن المفاجآت كثيرة و كلها مفرحة.سينفتح الكنز المكتوب بإسم صاحبه.و سيجد فيه مجداً و كرامة.سيجد فيه أرباحاً من أكاليل جعلها الروح على هامتك.سيجد فيه مكافآت لم يكن يعرف أنه يستحقها.سيجد أجراً متراكماً عن كل خطوة و دمعة و زفرة و كوب ماء بارد و كلمة تعضيد و رجاء لا يتذكرها سوى الله .ستجد في صندوقك أفراح لم تختبرها على الأرض.هذه أفراح الأغنياء فقط.إذ لا يوجد فى السماء فقراء و لا معدمين .لأن كل واحد يدخل هناك حاملاً كنزه مبتهجا بغني سخاء الرب.
لا يقل أحد أنا غني أو إستغنيت بل يشتري من الآب كنزاً. كل يوم يعتني بإضافة المزيد فى كنزه السمائى.الكنز أيضاً هو المعرفة الإلهية .بإستنارة الروح ليميز الخسائر عن أرباح الملكوت.جميلة عبارة الأب لإبنه المتمرد. يا إبني كل ما لي هو لك.لو15 :31.و هو نفس التعبير الذى خرج من فم الإبن القدوس لأبيه في البستان قائلاً : كل ما لي هو لك و ما هو لك فهو لي يو17: 10 .فإن كان قد قال للمتمرد كل ما لي هو لك فكم هو مجد المطيع الخاضع الإبن الحقيقي عند أبيه أى غني إذن ينتظرنا إن كان ما لأبينا لنا هكذا مجاناً.فرصة الغني السماوي متاحة لأصغر خاطئ حتى ملء قامة المسيح.
فليشتري كل أحد ما يشاء من الآب حتى الملكوت و الثمن مدفوع من دم إبنه الوحيد.لا أحد يغتني من غير الآب و الإبن و الروح القدس.لا أحد له كنز إلا الذى له المسيح.لأنه دافع ثمن كل ما في الكنز.المسيح مخلصنا هو الكنز الذى منه تأخذ كل الكنوز ثروتها و قيمتها.