ياسر أيوب
الإسبانية والفرنسية والإنجليزية والإيطالية والبرتغالية والألمانية.. ست لغات يتحدثها الإسبانى بابلو لونجوريا، رئيس نادى مارسيليا الفرنسى.. لكنه اضطر يوم الإثنين الماضى لتعلم لغة سابعة جديدة هى لغة الاعتذار.. وقدم لونجوريا اعتذاره للاتحاد الفرنسى لكرة القدم واتحاد الحكام الفرنسيين ورابطة الدورى الفرنسى وكل أهل كرة القدم فى فرنسا.. ففى يوم السبت الماضى كان مارسيليا يواجه أوكسير وانتهت المباراة بهزيمة مارسيليا بثلاثة أهداف قاسية.
وفوجئ الجميع برئيس نادى مارسيليا يقف وسط الصحفيين ويطلب منهم أن ينشروا ما سيقوله.. وأن مارسيليا ضحية لفساد الكرة الفرنسية، وأن خسارته أمام أوكسير لم تكن طبيعية أو مستحقة لكن كانت خسارة متعمدة من الحكم ونتيجة توجيهات غير معلنة بإيقاف مارسيليا ومنعه من مواصلة انتصاراته.. وأكد لونجوريا أنه لم يَرَ شيئًا مثل هذا طيلة حياته.
ولم يقبل الفرنسيون هذه التصريحات ولم يتساهلوا معها أيضًا، مدركين أن السماح بمثلها مرة سيعنى تكرارها ألف مرة.. وأنهم لو سمحوا لأى نادٍ باتهام وانتقاد اتحاد الكرة والتحكيم حين يخسر سيصبح اتحاد الكرة والحكام هم التبرير الدائم الذى تقدمه إدارة كل نادٍ للجماهير عند أى خسارة.. ولهذا لم يتسامح فيليب ديالو، رئيس الاتحاد الفرنسى، مع تصريحات رئيس مارسيليا، وقرر رئيس اتحاد الحكام أنتونى جوتيه مقاضاته حفاظًا على صورة وكرامة كل حكام فرنسا.
وفوجئ لونجوريا بكل ذلك وبكل هذا الغضب فقرر بعد 48 ساعة فقط تقديم اعتذار مطول للجميع وتأكيده على أنه لم يقصد إهانة أى أحد وأنه يرجو من الجميع قبول اعتذاره.. وقيل إن لونجوريا اضطر لذلك فى محاولة أخيرة لتفادى عقاب قاسٍ ستوقعه لجنة الانضباط بالاتحاد الفرنسى.. وقد يكون ذلك صحيحًا وإن كنت أراه اعتذارًا صادقًا وحقيقيًا بعد الكثير جدًا الذى قرأته عن الرجل وحكايته ومشواره مع كرة القدم الذى قاده لتولى رئاسة نادى مارسيليا فى فبراير 2021.
وكان لونجوريا وقتها لايزال فى الخامسة والثلاثين من عمره وأصبح أصغر رئيس لمارسيليا منذ 1909، وثالث رئيس غير فرنسى لأحد أكبر وأشهر أندية فرنسا.. والأهم من ذلك أن لونجوريا هو أحد المتمردين على الصورة المعتادة لرؤساء أندية أوروبا.. فهو ليس رجل أعمال أو خبير إدارة أو نجم كرة.. لكنه مجرد عاشق لكرة القدم والفرجة عليها وتحليل مبارياتها منذ صباه لدرجة أن والدته كانت تشترى له أسبوعيًا 20 شريط فيديو لتسجيل المباريات ليقوم بتحليلها فى كراساته الصغيرة.
وفوجئ به والده يقول إنه حين يكبر سيعمل فى أى نادٍ لكرة القدم، وهو ما جرى بالفعل وأصبح محلل أداء محترفًا، والمدير الرياضى لأكثر من نادٍ، آخرها كان مارسيليا قبل أن يتولى رئاسة النادى الكبير.
نقلا عن المصرى اليوم