في سوق حتتنا كان فيه عجلاتي اسمه عم مرسي. كنا نؤجر منه العجل في أيام الأعياد و الصيفيات. و كان العجل علي أتم الاستعداد دائما نظيف و كل شيء فيه يعمل تماما . 

الإيجار كان بالنص ساعة او بالساعة و كان عم مرسي لدية دفتر يكتب فيه اسم المؤجر و عنوانه و الساعة التي اخذ فيها العجلة من المحل ويكتب متي عاد بها و الحالة التي عادت بها العجلة او لو كانت هناك شكوي معينة فكان يقول للمؤجر شكرا انك قلت لي علي المشكلة و المرة القادمة سأعطيك 10 دقائق اضافيه لأنك أتيت في معادك وقلت لي عن المشكلة. كنت أؤجر منه عجلة معينة ممتازة إنجليزية الصنع كل مرة كنت أؤجر فيها قبل شراء والدي عجلة لأخي الكبير. وهي كانت هدية لأخي من والدي لنجاحه بتفوق في امتحان القبول. 

 

في المرة الأخيرة التي أجرت فيها من عم مرسي سألته عن رأيه في العجلات الموجودة بالسوق . فقال لي يا ابني هناك ماركة واحدة ألان بمقاسين، 26 و 28 تصنعهم المصانع الحربية تحت اسم نصر. الأفضل هي 26 ولكن سعرها اغلي من الأكبر بحوالي 3 جنية . لان سعر العجلة ال 28 كان وقتها 21جنية و 75 قرش و الاخري تزيد عليها كما قلت ب 3 جنيهات فقط. الفارق أن اليوم الذي سيأتي لكي تتخلص منها لأنك لن تستخدمها عندما تدخل الجامعة ان شاء الله مقاس 28 سيباع بسرعة جدا لان معظم الحرفيين يستخدموها في أعمالهم لأنها قوية وكبيرة . ففعلا اشتري والدي مقاس 28 كما طلبنا منه. 

مرت السنين و الأيام وفعلا صدق عم مرسي لان أول بائع متجول كان يأتي إلي بيتنا عرضت عليه شراء العجلة فقال اشتريها فورا بالثمن اللي أنت عاوزة العجل ده ما بقاش يتصنع بالمتانة دي.   

 

عم مرسي العجلاتي كان راجل صادق في نصيحته و في معاملاته و كان راجل امين كان يتعامل مع أطفال الحته بكل امانه لم يتبلي علي احد بأنه كسر او تأخر عن ميعاده وكان يوفي بوعده بإضافة العشرة دقائق لمن يأتي في موعده كنوع من الحافز علي الامانه و العودة مرة أخري. 

فهل يا تري الدكتور مرسي رئيس الجمهورية تصرف تصرف واحد يدل علي أنه رجل يحترم كلمته او رجل شريف يوفي بما يوعد به ؟ هل الدكتور مرسي و الذي حلف اليمين أمام الله علي كتاب الله ان يكون أمينا علي الدولة و يحترم القانون و الدستور أوفي بوعده ؟ هل أوفي بوعده ان يقوم بما وعد به خلال  100 يوم؟ 

 

عم مرسي العجلاتي لم يحصل علي درجة الدكتوراة و كان يصلي الفرض بفرضه و كان أمينا في كل معاملاته حتى أنني لم انسي امانته بعد 40 عام مضت . و شتان بين مرسي العجلاتي الشريف الامين الصادق و بين الدكتور الرئيس مرسي . 

يحضرني نكته سمعتها من صديق مسلم تنطبق علي هذا الموقف.

 

حضرت سيدة الي عطار الحته الذي كان مشهودا له بالامانه كحاج وتركت معه امانه في وجود ابنه الحاج الكبير . ومرت السنين وعادت السيدة تطالب الحاج بالامانه فقال لها أمانه ايه يا ست ؟ فقالت له الامانه التي اعطيتها لك امام الحاج ابنك الكبير . وقالت له ابنك الصغير كان موجود كمان . فسال الحاج ابنه الكبير وقال له يا حاج فلان هل تتذكر ان هذه السيدة أعطتني أي  أمانه فقال أنا لا و الله لا أتذكر أبدا . فسال ابنه الصغير و انت يا أبني هل تتذكر ان هذه السيدة اعطتني أي أمانه . فقال له الابن الاصغر نعم يا ابي الحاج لقد اعطتك مبلغ كذا في حضور اخي الكبير الحجاج فلان . فقال له طيب يا أبن أل أنا لازم أبعتك تحج . 

 

الحمدالله أن عم مرسي ألعجلاتي كان حاج ولكن لم يكن دكتور من الإخوان مسلمين .