كتب - محرر الط متحدون
وجه نيافة الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران طنطا للروم الأرثوذكس، والمتحدث باسم الكنيسة في مصر، رسالة لشعب الكنيسة تحت عنوان "تعليم كنيسة الروم الأرثوذكس عن الموت والاموات"، وجاء نصها :
في السبت الذي يسبق أحد مرفع اللحم (أحد الدينونة)، يذكر الشعب المؤمن موتاهم في القداس الإلهي، أما عن تعليم كنيسة الروم الارثوذكسية عن الموت! ولماذا نصلي للموتى؟ وأين يذهبون بعد الموت؟
فهذا يتوضح من "رسالة البطاركة الارثوذكس" للعام ١٧٢٤ ، المعروفة "باومولوغية ذوسيثيوس"، التي وَرَد فيها:
+ نؤمن بأن نفوس الراقدين هي إما في الراحة أو في العذاب بمقتضى عمل كل منهم.
+ بعد انفصال النفوس عن الاجساد تنتقل في الحال إما للفرح والسرور، وإما للحزن وتنفس الزفرات.
+ من الثابت أن لا الفوز يكون إذ ذاك كاملاً ولا الإدانة،لأن كل واحد ينال ما يستحقه كاملاً "بعد القيامة العامة" حين تتحد النفس بالجسد الذي سلكت فيه سلوكها الحسن او الرديء.
+ أما أولئك الذين فسدوا بالخطايا ولم يرقدوا على اليأس، بل نادمين في حياتهم، لكنهم لم يلحقوا أن يأتوا بشيء من ثمار التوبة. (كذرف الدموع والسهر في الصلوات وتعزية الفقراء وإظهار المحبة لله والقريب) . فهؤلاء، نؤمن أن نفوسهم تذهب إلى الجحيم حيث تكابد القصاص عما ارتكبته من خطايا، ولكنها تشعر بمستقبل النجاة منه.
(ورد في سفر الرؤيا (رؤ 13:20): "وَسَلَّمَ الْمَوْتُ والْجَحِيمَ الأَمْوَاتَ الَّذِينَ فِيهِمَا". وهذا يشير إلى الصالحين والطالحين الـذين في انتظـار الدينونة العامة ولا يعرفون حكم الله فيهم، ونفوسهم في "موت" الخوف و"جحيم" القلق. وهذا يؤكد ويشير إلى الدينونة العامة).
+ نؤمن أيضاً بأن هذه النفوس تخلص بفرط الصلاح الإلهي، بواسطة صلوات الكهنة والصدقات التي يعملها أقارب المتوفي من أجله، لا سيما الذبيحة غير الدموية التي تقدمها الكنيسة خصوصاً عنه، وبصلوات الكنيسة عموماً عن جميع الموتى كل يوم.
+ زمن النجاة غير معلوم عندنا. ولكننا نعلم ونؤمن أن تحرر هذه النفوس من عذاباتها يكون قبل القيامة والدينونة العامة.
والرسالة البطريركية لعام ١٧٢٧ معروفة بـ"الدستور"،
أقرت في البند السابع:
«رفض العقاب الذي سماه اللاتين "مطهراً". وأشارت إلى أن الرأي عندنا في الذين توفوا انهم ينتظرون القيامة في اماكن عديمة التعزية مخيفة محزنة (الجحيم). أما نفس الصديقين فإنها في اماكن نيرة براحة وطمأنينة تنتظر السعادة المغبوطة».
وتضيف في البند الثامن :
«بأن القديسين لم ينالوا بعد السعادة الكاملة، وانهم ينتظرون المجيء الثاني لينالوا السعادة الكاملة بأجسادهم معنا».
كما أن الرسالة البطريركية والمجمعية الارثوذكسية لعام ١٨٩٥ ورد فيها: «كنيستنا ... تصلي وتطلب رحمة الله للعفو عن الراقدين بالرب وراحتهم. إلا انها رفضت فكرة النار المطهرة، وفكرة حصول الصديقين على تمام المكافأة قبل القيامة العامة والدينونة».