الخميس ١٠ يناير ٢٠١٣ -
٠٠:
١٢ ص +02:00 EET
بقلم : مينا ملاك عازر
صديقي القارئ اسمح لي أن أرصد لك أمر عجيب، وهو ضعف الشبكة التي عليها رقم محمولي أثناء العيد، وقد لا تنتبه حضرتك لهذا، لكنني أرجعته للكم الهائل من المكالمات والرسائل عبر الشبكة ليؤكد معظم المسلمين تجاهلهم وعدم اعتدادهم بفتوى إثم التعييد علينا نحن المسيحيين المصريين، كما أن المسيحيين أنفسهم كانوا يعيدون على بعضهم البعض للشد من أزر بعضهم البعض أمام المد العاتي من الفتاوى التي تهاجمهم وتكفرهم، هذا ما أظنه وليس كل الظن إثم، ولك عزيزي القارئ أن أرصد لك بعض المعايدات المؤثرة التي وصلتني ليس كيداً في أولائك المكفرين ولكن ليشهد التاريخ أنه وسط المد المتطرف الحاكم لم يزل المصريون يهنئون إخوانهم المصريون في مناسباتهم الدينية، مستهينين بالأفكار الرجعية.
قبل أن أركز على بعض المعايدات أريد أن أنوه إلى أنه قد وصلني من سائقي التاكسيات التي استخدمتها يوم العيد- وأولائك من الطبقة البسيطة بالمجتمع- معايدات وبسمة مشرقة وتعامل رقيق يليق بيوم العيد، كما اجتمع الكل على أن أولائك المتحكمين بمصير البلاد والعباد ينطبق عليهم الحديث الشريف الذي يقول فيما معناه، معرفاً آية المنافق ثلاث، إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان
.
وصلني يوم العيد مكالمة من صديقتي المحجبة، تهنئني وكنت مندهش، فسألتها مداعباً إياها، هل ستتوبي بعد المكالمة، ففهمت ما أقصد، وثارت وقالت دول متخلفين، دول ما حدش بيسمعهم، إحنا بنخاف منهم ومن أشكالهم، صديقتي لسانها في الحق طويل، فأخذت تكيل ما يجب أن يُقال منها ولا أستطيع أنا أن أنقله، ثم استطردت هما فاهمين إنهم ممكن يفرقونا، علي فكرة أنا حضرت مناقشت رسالتك أنا وزوجي وطفلي ولم تحضر أنت مناقشتي لرسالة الماجستير الخاصة بي، ورغم هذا لم أغضب منك، فلك في قلبي ولكل مسيحي معزة خاصة، ثم سألتني إن كنت أعرف عريساً لابنة صديقتها الكبرى المسيحية التي تعمل معها في نفس المدرسة، وقالت لي أنا نفسي أفرح لها.
معايدة أخرى وصلتني من أحد كبار قواد حرب أكتوبر وزوجته، يشدوا من أزري، ويسألوني عن كتاباتي، وشدد علي سيادة اللواء أن أبقى كما أنا، أقول الحق في وجههم، أولائك المنتفعين بالدين.
ومعايدة أخرى من صديقتي المنقبة التي لم أجرء أن أداعبها مداعبة صديقتي المحجبة لاعتبارات مهنية بيننا ولفارق السن، ولكنني أكتفيت بمكالمتها التي قامت بها للتهنئة، لتقل ما لم تقله عن أصحاب الفتاوى التقسيمية والتفريقية بين الشعب الواحد.
وستبقى معايدة أستاذي الدكتور محمد مؤنس من أجمل المعايدات التي تصلني كل عيد وفي كل مناسبة، لكنها في هذه المرة ولكونها من خارج البلاد صاحبها بوعد بأن يزورني فور عودته –أعاده الله لنا بالسلامة- الدكتور محمد مؤنس بخلقه بحق آية من آيات االله ،فهو ليس سباب ولا لعان ولا شتام، صورة جميلة للمؤمن المحترم في كل الأديان، يعظ بخلقه وليس بوابل من الشتائم والبذاءات المنفرة.
وأخيراً عزيزي القارئ، أسمح لي أن أعيد عليك ، مسيحياً كنت أو مسلماً بمناسبة وبغير مناسبة، كيداً فقط في منفذي وواضعي الحجر الأول في تقسيم البلاد بتفريق وتكفير العباد.
المختصر المفيد مصر للجميع إلا من يخرج عن الصف، فسيلفظه المجتمع للممارساته السفيهة البذيئة، فهل جاء الوقت للفظه؟ أم أنه حقاً تم لفظهم بالفعل والدليل كم المعايدات هذه.