Oliver كتبها
- الرب القدوس الذى خلق كل شيء لأجلنا كانت له وصية وحيدة هى الصوم.أى عدم الأكل من شجرة معرفة الخير و الشر.ليس فقط عدم الأكل بل أيضاً عدم لمس تلك الشجرة.
فعدم اللمس هو منع من مجرد الإقتراب من الشجرة. تك 3: 3 هذا ما يمكن أن نسميه الصوم الفردوسي ليس فقط عدم إرتكاب الشر بل عدم معرفته و عدم الإقتراب من معرفته.كان الصوم وصية للإنسان قبل السقوط فكم و كم بعد السقوط.المعني الأول للصوم هو الإمتناع عن كل معرفة للشر. .و هذا النوع من الصوم صار مستحيلا على الأرض بعد فساد الطبيعة البشرية و قبول الخطية للمرة الأولي .صرنا نعرف الشر فلم يعد الصوم عدم معرفة للشر بل فقط عدم قبول الشر في حياتنا.
- السيد المسيح له المجد هو الوحيد الذى صام صوم عدم معرفة الشر و عدم الإقتراب من الشر.أى لا شر و لا شبه شر فى شخصه القدوس.لا فساد فى المسيح و لا شبه فساد.لأنه لم يفعل خطية.هذا الصوم الفردوسي هو الصوم الكبير الذى صامه السيد المسيح و التعويض الوحيد عن فقدان الصوم الذى غاب عنا حين غبنا عن الفردوس. التتميم الوحيد للوصية الوحيدة التي كانت لآدم الأول. كلنا إقتربنا من شجرة معرفة الخير و الشر.لمسناها و أكلنا من ثمرتها.إلا المسيح المتجسد.لا لمسها و لا أكل منها.
- ليس هذا هو صوم المسيح فقط بل كرازته لنا بمعرفة الآب لنستبدل معرفة الشر بمعرفة الآب البار.و معرفة يسوع المسيح الإبن المرسل لنا منه.هذه هى المعرفة التى حين نعيشها و تسكننا نصوم بالحقيقة عن الشر.تجسد المسيح لكى يبدل فينا معرفة الشر بمعرفة الثالوث القدوس.لذلك فالصوم هو التغذي من المعرفة الإلهية.
- الآن بعدما خلصنا الفادى من الخطية صرنا بعيون مفتوحة نعاين الأقداس السمائية.أعادنا إلى ما هو أعظم من الفردوس الأرضي. لكن شجرة معرفة الخير و الشر بقيت فى ذهن الإنسان و فى ضميره.تظهر حيناً و تختفى حيناً.كل جهادنا على الأرض ألا نلمسها مرة أخرى أو نقبل ثمرتها المميتة .تسندنا شجرة الحياة.
- إغتاظ قايين لأن الرب رفض تقدمته.تكلم الله معه.عند الباب شجرة الموت.لا تفتح لها فأرفع عنك الرفض.لم يسمع قايين.رفض الصوم و فتح الباب و لمس شجرة الشر بل أخذ الشر في حضنه و فى قلبه أكل ثمرة غضبه و قام على أخيه هابيل البار و قتله. إبتلع ثمرة الشر. تسبب في الموت الجسدى لأخيه و رآه قدام عينيه لأول مرة.تك 4
- وقفت إمرأة فوطيفار مثل شجرة معرفة الشر قدام يوسف فلم يقترب منها و لا أكل ثمرتها المميتة.كانت الطهارة هى صوم يوسف الصديق أما المرأة السامرية فوقفت قدام شجرة الحياة و شبعت منها و إرتوت.
- لما تفرعت شجرة معرفة الشر فى الأرض كان نوح محتاطاً منها لأنه رجل بار و كامل.تكلم الرب معه ليبني فلكاً للنجاة فبني الفلك و دخل و أسرته معه لكي لا تمسهم الشجرة المميتة التي تسيدت الأرض.بالطاعة عاشوا رغم الطوفان.معرفة الرب صارت فيهم لا معرفة الموت.كانت الطاعة صوناً و صوما لهم.
-هذه التى أمر الرب موسي لكي يصنع الحية النحاسية حتى لا يغيب عن أذهاننا خديعة الحية القديمة عند الشجرة الأولي حتي حان أوان الخلاص و إرتفع المسيح على الشجرة الثانية ليتمم الفداء من السقطة الأولي .لننتبه فلا نعود للشجرة الأولي بل نتمسك بالصليب الذى هو الشجرة الثانية الغالبة الحية و الموت.
- صارت الشجرة المميتة تغير من وجهها.مرة تأخذ وجه إله و تتسمي بالبعل.مرة تأخذ وجه أوثان كثيرة و تغزو العالم.ثمارها تتلون.مرة تصبح حرباً و مرة تنشر غضباً.مرة تفرز سماً بمعرفتها المميتة و مرة تقدم الشر كوجبة شهية.إلى اليوم تحارب شجرة الحياة.من يصوم عنها يتغذى من شجرة الحياة ليحيا.
- الصوم المثمر هو الجهاد ضد المعرفة الشريرة و طرد لأفكار الموت الردئ.صوم يصير فيه نوع الطعام آخر الإهتمامات.فالصوم اكبر كثيرا من المعنى الجسدى للصوم.
- الصوم أن نرى الخطية قاتلة للنفس و ليست بهية للنظرلأن بعض ما يبدو بهياً يخلو من البهاء و فيه الموت متخفياً.
- الصوم للإنسان المسيحي هو ساحة للمتع الروحية.بالروح القدس فيه يري الشيطان مصروعاً منبوذاً بالصلاة و الصوم لأنه زمن إنتصار على الخطية و رجوع لله بقلب منكسر.الصوم أن تجد الروح راحتها فى المسيح يسوع.تتغذى من وليمته الروحية بإشتياق و إحتياج.ليس الصوم إمتناع عن أطعمة جسدية بقدر ما هو إنفتاح على الأطعمة السمائية.لأن الإمتناع لا يفيد شيئاً إن لم نعوضه بالنهم الروحي .بالشوق للأبدية و الفرح بعشرة ربنا الذى صام عنا أربعين يوما و أربعين ليلة.