(  1889- 1976 )

إعداد/ ماجد كامل
من بين الآباء المطارنة الذين تركو تأثيرا كبيرا فى الخدمة ، يأتى ذكر المتنيح الأنبا ساويرس مطران المنيا والأشمونين .

أولا : ميلاده ونشأته :
ولد  " مجلع قديس "فى يوم 7 يناير 1889 بمحافظة قنا ، ونال سر المعمودية فى 14 يناير 1889 . و التحق بالمدرسة الإكليركية سنة 1914 ، ومكث بها ثلاث سنوات حيث تخرج فيها عام 1917 . ولقد ذكره المتنيح الأرشيدياكون القديس حبيب جرجس فى كتابه " المدرسة الإكليركية بين الماضى والحاضر " الخريج رقم  113 ، صفحة 277 " .

تاريخ دخوله الرهبنة :
بعد التخرج مباشرة ، أشتاقت نفسه إلى حياة الرهبنة ، فتوجه إلى دير السيدة العذراء براموس يوم 7 مايو 1917 ، وفى  يوم14 نوفمبر 1917 ، تمت رهبنته تحت أسم الراهب " بقطر البراموسي " ، وفى 2 أكتوبر1919  ،  رسم قسا  ثم عين مدرسا بمدرسة الرهبان بالإسكندرية .

تاريخ رسامته أسقفا للمنيا وملوى وسمالوط :
فى يوم جمعة ختام الصوم فى 11 أبريل 1930 ، تمت رسامته اسقفا على كرسى المنيا والأشمونين ، وبعد عامين تمت ترقيته مطرانا .

أهم إنجازاته فى المطرانية :
1-  أهتم برسامة الآباء الكهنة لخدمة شعبه ، وشدد جدا على عدم رسامة أى شخص فى رتبة الكهنوت إلا إذا كان من خريجي الإكليركية ، وقد تمت سبامة 34 كاهنا فى عهده .

2- أهتم ببناء وتشييد العديد من الكنائس مثل :
+ كنيسة الرسل فى قلوصنا وأبو قرقاص وهور .
+ كنيسة مارمرقس فى معصرة سمالوط .
+ كنيسة الملاك فى العامودين .
+ كنيسة مارمرقس فى المنيا .
+ كنيسة العذراء فى الفكرية ونزلة حور .
+ كنيسة مارمينا نزلة رومان .
+ قا بتجديد ثمانية كنائس فى قلوصنا ، البرجاية ، جبل الطير ، منهرى ، معصرة سمالوط وملوى والبرشا .

الاهتمام بالفقراء وأخوة الرب :
إنشأ فى عهده ملاجيء للبنين والبنات بالمنيا والفكرية وملوى ومعصرة سمالوط  ،كما أهتم اهتماما شديدا بالتعليم فى إيبارشيته ، نذكر منها مدرسة بملوى (إعدادى بنين وبنات ) ، ومدارس فى بهور والبرشا وقلوصنا ( أبتدائى مشترك ) ، وبالفكرية ( بنين وبنات ) .

نص الكلمة التى كتبها فى حفل الكلية الإكليركية الذى أقيم عام 1938 :
أقام القديس حبيب جرجس حفلا كبيرا فى عام 1938 بمناسبة مرور خمس وأريعين  عاما على تأسيس الكلية الإكليركية ، فقام نيافته بكتابة كلمة   بتاريخ 2 هاتور 1655 ش – 11 نوفمبر 1938 م  جاء فيها من ضمن ما جاء  : " نحن اليوم كجزء من الجسم المصرى ، نعلن أمام الملأ رغيتنا الشديدة فى تحقيق آمالنا القومية العادلة ؛ ونضع الحجر الأساسى فى بناء صرح هذه الآمال بإحياء وتشجيع هذه المدرسة الدينية التى ينحصر  عملها فى  أمر جوهرى واحد  ، وهو إعداد قادة دينينن أكفاء يخدمون الطائفة فى تشييد صرح أخلاقها ، والسير بها فى طريق البر والاستقامة والباسها لباس التقوى والصلاح  ..... إزاء كل هذا نصبح  أمام واجب لا بد من  إدائه ، وهو إعداد قادة فى الأمة القبطية  ، تعلمون أن الحاجة ماسة إليهم جدا ، لاسيما فى الدوائر الأخلاقية والدينية   ...... فهذه المدرسة هى الحجر الأساسى فى بناء مجد الطائفة ، يجب ان نتكاتف جميعا فى إعلاء شانها حتى تخرج قادة دينينن يتمسكون بالحق ويناضلون فى سبيله ، ويسهرون على سعادة الكنيسة . .... أن امنيتى أن ارى هذه المدرسة فى تقدم مستمر ، حتى ياتى اليوم الذى تضارع فيه مدرسة الإسكندرية العظمى  التى قامت على أساسها هذه المدرسة ، فيعاد ذلك التاريخ المجيد الذى كان للكنيسة فى أجيالها الأولى . وأنى  أتضامن مع حضرات الآباء المطارنة على تشجيع هذا المعهد ، وانى افخر بأنه من يوم سيامتى مطرانا على كرسى المنيا ، لم  أقدم للشعب كاهنا أو واعظا إلا من خريجى هذه المدرسة  حتى لا يحرم الشعب من الرعاة المتعلمين الغيورين على مجد الكنيسة " .

تاريخ نياحته :
كان نيافته قد أصيب بكسر يوم الأربعاء 18 فبراير 1976 ، لم يمهله إلا ثلاثة  أيام  حتى تنيح بسلام فى 21 فبراير 1976 عن عمر يناهز 87 عاما  . وقام قداسة البابا المتنيح قداسة البابا شنودة بالصلاة على جثمانه الطاهر بحضور مجموعة ضخمة من الآباء المطارنة والأ ساقفة مثل : ( نيافة الأنبا مكسيموس مطران القليوبية ، نيافة الأنبا أثناسيوس مطران بنى سويف ، نيافة الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمى ، نيافة الأنبا ويصا أسقف البلبنا ) . كما حضرها مطران المنيا للأقباط الكاثوليك ، وعدد كبير من  قيادات الكنيسة الإنجيلية .

كلمة الرثاء التى كتبها المتنيح الأنبا غريغوريوس عنه :
لقد تعرضت حياتك فى السنوات الأخيرة لسلسلة من الأمراض ، وفى كل مرة نجوت من  الموت بأعجوبة . ولكن  كان لابد للطبيعة أن تعمل عملها . وكان لا مفر لحياتك على الأرض أن تصل إلى  نهايتها ، فأوفيت سنينك شيخا وشبعان أياما . ... أحببت أولادك الكهنة وكل الشعب ، محبة شاملة جامعة ، فكنت لهم أبا ونعم الأب وأبوتك للجميع . أحببت الإكليركية والإكليريكين ... لأنك أنت بذاتك كنت إكليركيا تخرجت فى الإكليركية قبل أن تترهب فى الدير . وكنت تفخر بأنك إكليركى وكنت دائما أنك تتلمذت فى الإكليركية وتعلمت على تعليمها ، وتذكرهم بالخير ... ولم تنس أفضالهم عليك . ورردت الجميل ،ففتحت إيبارشيتك العامرة للإكليركيين  .....وما يعلمه الجميع فى كل إيبارشية المنيا وفى غير إيبارشية المنيا ، أن الأنبا ساويرس لن يرسم كاهنا من غير أن يكون إكليركيا تخرج فى الإكليركية وحصل على شهاداتها النهائية . لذلك ضمت إيبارشيتك عددا ضخما من خريجي الإكليركية ، ولذلك كانت إيبارشية المنيا أكبر إيبارشية ترسل إلى الإكليركية شبابا .. وذلك مرده إلى إصرارك أيها المطران الجليل ، أنك لا تقبل إلا الؤهلين والمؤهلون للكهنوت هم الإكليركيين ، لأنه كانت وستظل الإكليركية - والإكليركية وحدها – هى المدرسة التى يعد فبها الراغبون فى خدمة شعب الله . وهكذا يكون الرئيس الدينى ، رجلا صاحب مبدأ ...  والمبدأ عنده فوق كل إعتبار ، والضرورات لديه لا تبيح المحظورات . "

مراجع المقالة :
1-حبيب جرجس : المدرسة الإكليركية  بين الماضى والحاضر ،  الصفحات من  189- 192 ، وأ يضا صفحة 277 .

2-القمص صمويل تواضروس السريانى  : تاريخ البطاركة ، الجزء الثالث ، مكتبة دير السريان العامر  ، الطبعة الثالثة  ، 2011 ، صفحة  290 .

3-إيريس حبيب المصرى : قصة الكنيسة القبطية ، الجزء السادس ( أ ) ، موقع الكنوز القبطية ،  صفحة 86 .

4-القمص أنطونيوس الانطونى : وطنية الكنيسة القبطية وتاريخها المعاصر ، الجزء الثالث ،  صفحة 370 .

5-مينا بديع عبد الملك :  أعمال الآباء المطارنة وأساقفة القرن العشرين ، مطبوعات جمعية مارمينا العجايبى  بالإسكندرية ، 2004 ،  صفحتى 82 ، 83 .

6-الأنبا غريغوريوس : موسوعة الأنبا غريغوريوس ، موضوعات روحية ، المجلد رقم 29 ،جمعية الأنبا غريغوريوس للبحث العلمى ، 2009 ،الصفحات من 352 – 353 .