Oliver كتبها
حقق الرب وعده.أرسل الملاك الذى يهييء الطريق للطريق.الصامت (زكريا) ولد الصوت الصارخ يوحنا لأن الكلمة تجسد .و كما أن الملاك ليس له أب أو أم هكذا إنفطم يوحنا سريعاً من أبويه ليصبح كالملاك.نقله الله إلى شرق الأردن عاش كالأسانيين أهل قمران قرب المجرى الأسفل للنهر.و هى الآن مأدبا بمملكة الأردن.
قرب جنيسارت وقف.على ضفة النهر الشرقية.نفس المكان الذى توقف عنده يشوع النبي قبالة نهر الأردن.وحدهما يشوع و كالب من الجيل الأول الذى خرج من مصر.وحدهما وقفا ههنا و الآن صار يوحنا فى نفس المكان يكمل خدمة العبور المقدس.ليس المكان وحده يفسر نبوة يوحنا بل ملبس هذا السابق .لقد كان يرتدي زياً من وبر الإبل و يأكل الجراد.الإبل في البرية وحدها.هو يمثل شعب إسرائيل المتنقل في البرية.يلبس و يأكل من البرية.كما عاش الشعب المرتحل و مات.
جعل يوحنا هذا الموضع وتداً يستند عليه المعترفون الداخلون أرض كنعان عبر الأردن و يغطسون تحت المياة فيرفعهم يوحنا بعصاه ثم بعد ذلك يذهبون لأرض الموعد.فلا أحد يدخل كنعان إلا الذى تحمم فى الأردن.الذى إعتمد هو الذى يتأهل لكنعان السمائية. هذا هو درس يوحنا الأهم و هو نفس الدرس الذى أكده ربنا يسوع لنيقوديموس.
يوحنا الرجل الحقانى أول من نعت معاصريه اليهود بأنهم ليسوا أولاد إبراهيم بل أولاد إبليس.هذا الجرىء لم يختبيء من تجار الظلم و مفسدى السلطة الذين كانوا يتحكمون في شرق الأردن ليسمحوا أو يمنعوا القوافل التى تدخل إسرائيل.لم يكونوا حرس الحدود بل حرس مصالحهم و أطماعهم.لكن يوحنا لم يهاب إنسان البتة.
لم تكن نبوة يوحنا المعمدان معتادة كسائر الأنبياء الذين سبقوه.كل الأنبياء دعاهم الله و كلفهم في وقت ما من حياتهم أما دعوة يوحنا فكانت في بطن أمه. لذلك لم يقدم الإنجيل شيئاً عن دعوة يوحنا تاركاً الأمر للروح القدس ليمنحنا إختبارات الدعوة الباطنية فنتعلم كيف صارت دعوة المعمدان.كل نبي كان يتنبأ أو يقول نبوات سوف تتحقق فلما تتحقق يصدق الناس أنه نبي الله. أما يوحنا فلم تكن نبوته هكذا.لقد عاش لا يتنبأ بالمفهوم التقليدي. بينما كل لحظة لبس فيها وبر الإبل كان يعيد تصوير إسرائيل المتجرد.كان يعيد للأذهان إيليا بملبسه.لغته كانت تدور بين الصراخ بوصايا الله و الإنذار للمتجاسرين على الوصية.عاش لم يشغله شيء و لا أحد عن رسالته.كأنما ليست له حياة خاصة.
لماذا أعطى الله معمودية التوبة ليخدم بها يوحنا؟ كل معمودية سابقة كانت تتم بيد الله نفسسه.فالشعب الأول الخارج من مصر إعتمد في البحر الأحمر وتابعتهم السحابة فكانت معمودية تصاحبهم حتى الجيل الأخير الذى ولد في البرية و أكمل المسيرة إعتمد بيد الله في نهر الأردن.كل معمودية كانت بيد الله ذاته و تدبيره له المجد.أما يوحنا فهو أول من تسلم المعمودية لتصير بيد إنسان.تمهيداً لمعمودية الرب يسوع الذى وهب تلاميذه أن يعمدوا.كان يوحنا الحلقة الأخيرة في عهد بلا معمودية لينقل الناس إلى عهد خلاص الله الذى ندخله بالمعمودية.كان يوحنا يمثل الله في كل معمودية.و لأنه أول من عمد لذلك سمي المعمدان و هو لقب جديد في الكتاب المقدس لم يأخذه أحد غيره.هذا المعمدان الأعظم من نبي.
كانت معمودية يوحنا تغفر الخطايا الشخصية حتى لحظة المعموديةو ليس لها أثر على المستقبل الأبدي كالمعمودية السرائرية التي تمنح من يعتمد بها أهلية الإنضمام لملكوت الله الأبدى.إذن معمودية يوحنا كانت تغفر خطايا الماضى فقط لتضع المعتمد على أعتاب العهد الجديد الذي يأخذ فيه بالمعمودية حق البنوة و نصيب المدعوين لملكوت الله و سكني الروح القدس و حياة التبرير و الموت و القيامة مع المسيح بإيمانه بالثالوث لحياة أبدية.
كان يوحنا مغمور بأكمله في دور صعب له ثلاثة مهام رئيسية. هى كل ما عاش يوحنا لأجله : الأول, أن يهييء للرب شعباً مستعداً بما في ذلك معمودية التوبة التي إنتشرت بسببه عند كل مياه جارية في شرق الأردن ليمارسها تلاميذه . (و عيون قمران تفصح عن هذا). الثاني , معمودية رب المجد يسوع و شهادته للمسيح أنه حمل الله الآتي ليحمل خطية العالم كله. الثالث, هو نبوته الوحيدة عن الدينونة .هذه النبوة التي كانت تحركه و تسيطر على قلبه حتى ملأت حشاه فجعلته لا يهدأ حتى يشهد للحق و يقتحم معاقل الفاسدين و عبدة المال لأنه كان يري كأن الدينونة ترتسم قدام عينيه و الديان ماسك رفشه في يده مزمع أن ينقي بيدره . يفصل الهشاشة عن السنابل الدسمةً.
كما إختلف يوحنا عن جميع الأنبياء السابقين فى نبوته و في خدمته إختلف أيضا في كهنوته.فهو و إن ورث كهنوت هارون من أبيه زكريا الكاهن لكنه مارس كهنوتا مختلفا. لم يقدم ذبيحة لكنه إجتذب الكثيرين إلى المسيح ليكونوا تقدمته الخاصة. مارس يوحنا كهنوته بالماء و في الماء.يمثل الله قدام المعتمدين و قدام الماء ليكون للتوبة.لم يرفع يوحنا بخوراً لكنه رفع صوته في البرية لكي يتنبهوا للمسيح القادم من أعلي السماوات ليحمل خطايا الأرضيين و يخلصنا.
لا نعرف معجزة واحدة صنعها يوحنا الأعظم من نبي.يو10: 21 لقد قاد الشعب لصحوة روحية بلا معجزة واحدة.فكانت خدمته تعليم الناس كيف تستعد لقبول رب المجد .الآيات تتبع التعليم و لا تحل محل التعليم.ليت الذين يعلمون فقط بالقصص و المعجزات يتوقفون.
كان يوحنا شاهداً أميناً لله.شهد له قدام الجميع بكل فئات المجتمع أفضلها و أسوأها.أعظمها و أكثرها مسكنة.شهد بنسكه و بره و ملبسه.شهد بالتعليم و الإنذار و التوبيخ.شهد حتى الموت قدام هيرودس.كانت شهادة يوحنا قدام المسيح أعظم شهادة.تغني بها من سمعها و إزدهرت كالنار المستعرة حتى إستخدم المسيح هذه الشهادة فى شخصه لكي يسكت الذين أرادوا أن يجربوه.فكان هذا تكريماً لشهادة المعمدان عن المسيح .الشاهد الأمين شهد للمسيح و الشاهد الأعظم يسوع ربنا شهد ليوحنا ليباركه و يكرمه.