ديڤيد ويصا
عاوز اتكلّم عن كورسات المشورة!
--

ناس كتير الكام سنة اللي فاتوا ..
بدأوا يهتّموا انهم ياخدوا كورسات مشورة ..
وده طبعًا نتيجته بنشوفها حوالينا بمميّزاتها وعيوبها ..
لأن الموضوع بيعتمد بنسبة كبيرة على ..
نفسيّة ونُضج الشخص نفسه اللي بيتعلّم مشورة!
عشان كده عاوز اقول ان المشورة عامّةً ..
ممكن نقسّمها ل ٣ أنواع أو مدارس ..
مشورة كتابيّة، ومشورة رعويّة، ومشورة نفسيّة!
--

المشورة الكتابيّة ..
هي المشورة اللي بتركّز على الكتاب المقدس بس ..
وبتشوف اننا مش محتاجين غيره ..
عشان نكون ناضجين نفسيًّا ..
لأنها بتعتبر ان نُضج الشّخص روحيًّا كافي ..
وان أي مشكلة نفسيّة الإنسان بيعدّي فيها ..
أساسها وسببها بتكون الخطيّة، وبالتالي الحل هو التوبة ..
وطبعًا ممكن يندرج تحت الأساس ده ..
ممارسة سرّ التوبة والاعتراف، والإفخارستيا ..
لو كانت مدرسة مشورة ليها توجُّه طائفي تقليدي!
كمان المدرسة دي بتشوف ..
إن علم النَّفس علم مينفعش نعتمد عليه ..
بالدرجة اللي بيها ليهم كتاب اسمه:
"لماذا لا ينبغي أن يثق المسيحيون في علم النفس؟"
التطرُّف في المدرسة دي من بعض قادتها ..
هي انها بتعتبر ان المشورة أساسها "الكتاب وحدُه" ..
ومينفعش ندخَّل فيها علم النّفس بأي شكل!
--

المشورة النفسيّة ..
هي المشورة اللي بتركّز على علم النَّفس بس، بكل فروعه ..
ومع إن ممكن يكون بعض قادتها ليهم توجُّه مسيحي ..
لكنّهم مش هيدخّلوه في أي تعليم أو معلومة بيقدّموها ..
والمدرسة دي هتلاقيها بتركّز على ان الإنسان يقدر يعمل كل حاجة ..
وان فيه قوّة كامنة، أو "potential" بيؤهّله ..
انه يحل أي مشكلة بيتعرّض ليها ..
يمكن محتاج مساعدة انه يشوف قوّته ويتعرّف على إمكانيّاته ..
لكنه يقدر يحل مشكلته بدون اللجوء لأي مصدر روحي أو ديني!
التطرُّف في المدرسة دي من بعض قادتها ..
هي انها بتعتبر ان المشورة أساسها "العِلم وحدُه" ..
ومينفعش ندخَّل فيها الكتاب أو الدين بأي شكل!
--

المشورة الرعويّة ..
هي المشورة اللي بتجمع بين الاتنين ..
فهي بتستخدم علم النَّفس بكل جوانبه ونظريّاته ..
لكنها بتستخدمه بخلفيّة مسيحيّة كتابيّة ..
الخلفيّة دي بتخلّيها، بنسبةٍ ما، تنتقي من العلم المناسب ..
وكمان بتبقى مدركة حدود الخلفيّة الكتابيّة دي ..
في حل بعض المشاكل اللي الكتاب متكلّمش عنها ..
زي سمات المراحل العمريّة المختلفة مثلًا ..
أو بعض التشوّهات والأمراض النفسيّة نتيجة التربية ..
أو حتميّة اللجوء لطبيب نفسي في بعض الحالات ..
اللي لا يمكن القائد الروحي ولا المشير يقدروا يحلّوها!
المشكلة في المدرسة دي في بعض قادتها ..
إنه مش من السّهل دايمًا الموازنة بين الكتاب والعلم ..
والموضوع محتاج يقظة ووعي ونضج من المشير أو المشيرة!
--

الخلاصة:
كورسات المشورة، زي أي حاجة في الحياة، سلاح ذو حدّين ..
مينفعش تبقى شخص مش ناضج أو عندك مرض نفسي ..
وتتعلّم مشورة، لأنك هتضُرّ نفسك واللي حواليك ..
الأول محتاح مساعدة من حد ناضج أو طبيب، قبل ما تتعلّم!
وكمان المدرسة المناسبة ليك ..
هي بحسب اللي انت عاوز تطلع بيه من كورس المشورة ..
كل مدرسة ليها نقط قوّة ونقط ضعف ..
لكن الخطورة هتكون لو انت مش عارف انت عاوز إيه ..
أو لو انت من النوعيّة اللي بتسلّم دماغها لحد من غير تفكير ..
ودي هتكون أخطر وأسوأ حاجة تعملها في نفسك وفينا!
--

ودايمًا هقول ..
إن أكبر كارثتين شوفتهم على مدار السنين اللي فاتت ..
شخص ملوش علاقة حقيقية بالله، بيدرس لاهوت ..
وشخص مش ناضج ولا سوي نفسيًّا، بيدرِس مشورة ..
الاتنين عاملين زي طفل اتحَط في إيده سلاح ..
أذى بيه نفسه، وعمّال يؤذينا بيه!
خُدوا بالكوا، لأن اقتناء نفسكوا ومساعدة الناس مسؤوليّة ..
لو مش أدّها بلاش تغامروا بنفسكوا وبالناس!
ديڤيد ويصا