هو الدكتور "ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺩﺍﻭﻭﺩ"، ﻃﺒﻴﺐ ﺗﻜﻠﻴﻒ، ﺧﺮﻳﺞ ﺍﻟﺪﻓﻌﺔ 42 ﻃﺐ ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺭﺓ، أكثرنا لا يعرف شيئًا عنه، ليس مشهورًا، أو معروفًا، لكنه، إن جاز التعبير، دراما حية مؤلمة، نحياها يوميًّا في وطن تتصاعد أنات شعبه يومًا بعد آخر!!

 

يعمل الدكتور "ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺩﺍﻭﻭﺩ"، بحضانة ﻟﻸﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﻤﺒﺘﺴﺮﻳﻦ؛ ﻟﺘﺤﺴﻴﻦ ﺩﺧﻠﻪ؛ ﻧﻈﺮًﺍ ﻷﻧﻪ طيب "ﺗﻜﻠﻴﻒ"، متزوج لتوه ﻣﻦ ﺧﻤسة أﺷﻬﺭ، إلا أن ﻣﺮﺗﺐ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ، وجميعنا يعلم، لا يكفي ﻷﻥ ﻳبقى فقط ﺑﺎﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ، ويعمل بهذه ﺍﻟﺤﻀﺎﻧﺔ 12 ﺳﺎﻋﺔ يوميًّا، ﻣﻘﺎﺑﻞ 40 ﺟﻨﻴهًا!!

 

وما حدث أمس بالحضانة أن ﺍﻟﻨﻮﺭ انقطع، وغير وارد أن تقطع ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎ بالحضانة، وإلا مات الأطفال جميعًا، وبكل حضانة مولد كهربائي صغير، بغرفة مغلقة بالحضانة، يعمل لحين عود التيار الكهربائي، فما كان من د."محمود" إلا أن شغل المولد، وظل إلى جواره مستدفئًا بـ"كوفية" من برد هذه الأيام، فغلبه النوم، وطبعًا عادمٌ يخرج من هذا المولد، فلم يقم من نومه هذا، ومات مخنوقًا، ليموت ضحية إهمال وفساد مستشر بوزراة الصحة، وهو الذي كان يكافح فقط لأجل توفير لقمة عيش شريفة تسد رمق أسرته الصغيرة، وهو الملتزم حياتيًّا وخلقيًّا.. ترى مَن يتحمل مسؤولية هذا الطبيب؟!!