ياسر أيوب
لم يكن الحدث الأهم فى مباراة السوبر بول الأحد الماضى هو حضور دونالد ترامب ليصبح أول رئيس أمريكى يشاهد هذه المباراة فى الملعب.. إنما كان هذا التغيير الحاد فى رأى ترامب ورؤيته لكرة القدم الأمريكية وكيف ولماذا تبدلت مواقفه وأحكامه الخاصة بهذه اللعبة.. لعبة يعتز بها الأمريكيون ويعتبرونها رمزا لبلادهم تماما مثل العلم وتمثال الحرية وهوليوود والبيت الأبيض.

لعبة تحمل اسمهم وهم الذين ابتكروها ١٨٦٩ كخليط من كرة القدم والرجبى.. وأصبحت اللعبة تمتلك مسابقتين منفصلتين هما الرابطة الوطنية والرابطة الأمريكية حتى ١٩٧٠ حين تقرر إقامة مباراة واحدة كل سنة بين الناديين الفائزين باالمسابقتين ليصبح الفائز بالمباراة هو بطل أمريكا لكرة القدم الأمريكية.. ومنذ ١٩٩٩ حملت هذه المباراة اسم سوبر بول وأصبحت أهم حدث رياضى أمريكى يقام كل سنة فى مدينة أمريكية مختلفة.

إعلاناته هى الأغلى فى العالم ومشاهدته تفوق معظم بطولات العالم وأحداثه الرياضية وينفق يومها الأمريكيون فى الملعب وعلى شاشات التليفزيون أكثر مما ينفقونه فى أعياد الميلاد وليلة رأس السنة.. وبلغ سعر تذكرة مباراة الأحد الماضى ٦٥٠٠ دولار وزادت قيمة الرهانات على نتائجها عن المليار ونصف المليار دولار.. وكانت المباراة بين فيلادلفيا إيجلز من ولاية بنسلفانيا ونادى كانساس سيتى تشيفز من ولاية ميسورى.. واستضاف المباراة استاد سوبر دوم فى مدينة نيو أورليانز فى ولاية لويزيانا.. ولم يكن كل هذا الاهتمام والترقب والإثارة جديدا وتشهده هذه المباراة كل سنة.

الجديد فقط كان قرار دونالد ترامب حضور المباراة فى الملعب كأول رئيس أمريكى يقوم بذلك.. ففى ٢٠١٩ استضافت المذيعة مارجريت برينان الرئيس ترامب فى برنامجها الشهير بعنوان واجه الأمة فى نفس يوم السوبر بول.. وسألت مارجريت الرئيس عن المباراة وفوجئت وكل الأمريكيين برئيسهم يصدمهم بأن كرة القدم الأمريكية لعبة عنيفة جدا لدرجة أن نجوم اللعبة نفسها يرفضون أن يمارسها أبناؤهم.. وأن كرة القدم العادية بدأت تكتسب شعبية متزايدة وتتحدى كرة القدم الأمريكية وأنه سعيد أن يختار ابنه بارون كرة القدم وليس هذه اللعبة العنيفة.

وأصبح السؤال الآن هو: ما الذى تغير.. وما سر هذا الحب المفاجئ بين ترامب وكرة القدم الأمريكية، خاصة أن ترامب فى احتفالات تنصيبه كان حريصا على أن تشاركه كرة القدم ممثلة فى إينفانتينو رئيس الفيفا.. فهل تأكد ترامب أنه امتلك كرة القدم بضعف واستسلام رئيس اتحادها الدولى فبدأ يغازل الأمريكيين ولعبتهم الأولى.. ولهذا كان الاهتمام بحضور ترامب أهم وأكبر من كل الآخرين الذين كانوا فى الملعب مثل النجم الكبير ليونيل ميسى والمطربة تايلور سويفت.. وفاز فيلادلفيا وخسر كانساس سيتى بطل الموسمين الماضيين.
نقلا عن المصرى اليوم