حمدي رزق
الصورة التى جمعت نقيب الصحفيين الأستاذ «خالد البلشى» مُرحبًا بمنافسه الأستاذ «عبدالمحسن سلامة» ترسم ملامح معركة تنافسية شريفة تليق بمقام صاحبة الجلالة.
كلاهما يخدم متطوعًا، وخادم القوم نقيبهم، وعليه وجب علينا التذكير بما هو واجب مستوجب، فضلًا عن الحريات، وهى أسمى أمانينا، تبقى (المعايش والمعاشات) تشكل تحديًا مستدامًا سيواجه مجلس النقابة فى تشكيله الجديد.
مطالب الصحفيين ليست فئوية ولكنها معيشية، لولا البدل «بدل التكنولوجيا» لكان جمع من الصحفيين فى خبر كان، جد مطلوب مرشحون مهنيون يستبطنون الواجب الخدمى فى نقابة الصحفيين.
مطلوب وبشدة صحفيون متجردون لإنقاذ مهنة تكاد تلفظ أنفاسها تحت وطأة أزمتها الداخلية التى تُمسك بخناقها، سعار مستلزمات الإنتاج (ورق وأحبار) يُكلف كثيرًا، كلفة باهظة، أثرت بشدة فى المطبوع من الصحف، ولم تسد الفجوة حتى ساعته الإصدارات الإلكترونية مع تدهور حاد فى سوق الإعلانات التى لم تعوض بعض الخسارة المحققة.
أزمة الصحافة المصرية متجسدة فى بطالة حقيقية وأخرى مقنعة ولأسباب، يعانيها آلاف الصحفيين فى المؤسسات القومية والحزبية والخاصة، والمتاح من منصات صحفية إلكترونية محدود بالقياس لأعداد الصحفيين، راجع جداول المشتغلين، وكم منهم يشتغل بشكل فعلى، أو لديه فرصة عمل حقيقية، وحتى هذه الفرصة الغائبة لا تتوفر إلا بشق الأنفس، وبأجر بخس.
ربما لا يعرف البعض أن كثيرًا من الصحفيين يعتاشون على (بدل النقابة) المحسودين عليه مجتمعيًا، والذى لا يكفى الصحفى «عيش حاف»، وقسم منهم ارتحل عن المهنة إلى نشاطات أخرى قد تُدر دخلًا يلبى مطالب الأسرة بفعل الغلاء، وبعضهم، ويعز على مثلى القول، يعمل فى مهن ليست لائقة بمكانته المفترضة (كصحفى)، ولكن إيه اللى رماك على المُر...
حديث الحريات الصحفية لا تسريب عليه، ولكن حديث فرص العمل (أكل العيش) طاغٍ، وأعداد المتعطلين فى المؤسسات الصحفية (قومية وخاصة وحزبية) يُلقى بآثاره السلبية على مجمل الأوضاع الصحفية.
خطط تقليص العمالة فى الصحافة الخاصة والحزبية مُفعلة سرًا وعلانية، وبعض أصحاب الصحف الخاصة بات مؤرقًا من استدامة الإصدارات فى ظل خسائر محققة، تعالجها الحكومة فى المؤسسات القومية بالدعم المالى والعينى (الرواتب ومستلزمات الطباعة)، بأرقام مكلفة سنويًا.
خلاصته مطلوب مرشحون أكفاء مفطورون على الخدمة العامة، النقابة يجب ألا تكون «حائط المبكى»، مستوجب نهضتها بفروضها، وفى توصيات المؤتمر السادس للصحفيين بعض من هذه الفروض.
من يضطلع بمسؤولية النقيب عليه وضع التوصيات محل التنفيذ الأمين بالتفاكر مع أولى الأمر، وفى محكات سبقت كانوا إيجابيين، وشهادة الصديق النقيب «خالد البلشى» فى هذا الصدد منصفة.
لو توفر هؤلاء المخلصون وأحسنت الجمعية العمومية اختيارهم (فى مارس)، (قوميين، نسبة إلى المؤسسات القومية، ومستقلين من الصحف الحزبية والخاصة) ليشكلوا مجلس إنقاذ عاجل قبل أن يفوت القطار بمهنة ظلت دومًا فى صدارة المشهد المصرى، وتوفرت على إصدارات منيرة فى سماء المنطقة العربية، وبرزت وجوهها فى الصحافة العالمية إبداعًا.
نقلا عن المصرى اليوم