كتبها Oliver
- الله يختص كل إنسان بتعامل خاص به.يستخدم الجميع لأجل الجميع.يستخدم السفينة لأجل يونان و يستخدم النوتية و يستخدم النوء العظيم و اليقطينة التافهة و الدودة..يستخدم طيبة النوتية و عناد يونان.كل شيء في يد الله له نفع له وظيفة له ثمر.لا توجد صدفة في الخدمة بل لكل شيء سبب و ثمر و خطة.الدرس الأول لكل خادم أن يضع الأمور كلها في يد الله و ينتظر الرب و يري.
- في نينوي كان يونان صورة للخادم.بميزاته و نقائصه.صورة يونان النبي تلاحقنا. يونان الخادم باق في كل كنيسة و دير و أسقفية.
- كان يونان خادماً عظيماً.قام بمهمته بكفاءة و قوة .لكنه جاز أوقاتاً متقلبة.من الهروب من الخدمة إلى العمق الروحي في بطن الحوت.من فكر الذات إلى فكر الله.هذا حال أغلبنا فلا نلوم يونان علي شيء.لكن نتأمل في الخدمة كيف يروض الله النفوس.لا يستبعد أحداً و لا يفرط في نفس. لهذا نري الله الخادم مقابل تصرفات يونان. الله يخدم خدمة الخلاص حتى أن كل من وردت أسماءهم أو وظائفهم في هذا السفر خلصوا.حتى البهائم نجت من هلاك بذنب الإنسان. الله يريد أن جميع الناس يخلصون و قد قام بمهمة خلاصهم بنفسه. إله البر و البحر جعل التائبين في البر و البحر.كان يونان الخادم مثلنا مُشاهد لعمل الله أكثر مما هو عامل مع الله.جيد للخادم أن يرى يد الله تنقذ البشر من خطاياهم و من أنفسهم. و كما سجل يونان فى السفر تصرفاته بشجاعة و إعتراف بإرشاد الروح القدس هكذا يلزمنا نفس شجاعة الإعتراف و الإقرار.
- كانت مشكلة يونان الخادم هي في رأي الناس فيه.ماذا سيقولون عنى لو لم تتحقق كلماتى؟ ماذا سيظنون لو لم تنقلب المدينة ؟ سأظهر كاذباً؟ سيقولون لست نبياً بل أدعى النبوة. ربما قتلونى؟ كانت لدى الخادم ذات شامخة تقف في طريق طاعته.لذلك فلنقتني إتضاع القلب لكي نستنير و ننير للمخدومين مسيرتهم الروحية وتنتزع من أعينهم عدم المعرفة. إن لم تكن للخادم قوة لمحاربة الذات فإنه حتى لو غلب الشياطين لا ينجح.
- كان الخادم يونان يريد من الله أن يحقق له رغباته .مع أن الخدمة تلمذة أى إنكار للذات و تبعية للسيد المسيح له المجد. .المعلم لا يتبع التلميذ بل التلميذ هو الذي يتبع المعلم.أراد يونان من الله أن يحقق له شهوته بالقضاء علي نينوي.لو حدث هذا سيكون يونان كأنما إيليا ينزل ناراً من السماء تأكل الناس.كل من يجد داخله إرادة تصارع إرادة الله فليجلس و يعيد حساباته تحت قدمي السيد و المعلم و ليتأكد كل يوم أنه ينكر ذاته.إلهنا ليس أداة لإستعراض قدرات الخدام بل سيداً يستخدمهم لمجد إسمه.
- أخذ الخادم يونان قراراً بالهروب.ثم أخذ قرارا بالبقاء بعدما نادي علي نينوي بقضاء الرب.ظل يونان الخادم يقرر بنفسه و يتصرف بمعزل عن الله.لأن في داخله مرارة و القلب يحتاج النقاوة.هذا درس لنا ألا نقرر شيئاً في الخدمة بمفردنا.نحن عبيد عند السيد المسيح.و هو صاحب القرار.كل خدمة تتهاوى إذا سارت بقرارات خادم لا يستشير و لا يصلي بحرارة قبل التصرف في أمور الخدمة.
- رأى يونان أنه يخدم شعباً يستحق الفناء و رأى الله نفس الشعب أنه رجع عن طرقه الشريرة .فلنترك الحكم و الإدانة لأنها ليست عمل الإنسان.ليست مهمة الخادم.
- ندم الله عن الشر الذى حذر أن يصنعه و لم يصنعه.صورة الله لا تهتز لأنه يرحم بل تتألق تألقاً في قلب الجميع. ندم الله ليس بمعني الندم البشرى.ندم الله يساوى شفقة الله.رضا الله على التغيير.مشيئة الله فى رجوع الخاطئ.إن كلمة ندم لا تعني تراجع الله في قراره . . ندم الرب أى وجد للخاطئ مبرر ليحيا و لا يموت.المبرر الأعظم هو الرب يسوع المسيح إبن الإنسان.ندم الله أى نظر إلينا في صورة إبنه بدلاً من أن ينظر إلينا بوجوهنا الترابية.لأن قرار الله الأصلي أن يهلك الخاطئ إن لم يرجع عن شره فإن تاب لا يهلك بل حياة يحيا.فالله وضع قاعدة مشروطة.الهلاك ليس قرارً نهائياً بل قراراً معلقاً ,يتحقق فقط لمن بقي في الشر حتي الممات بلا توبة أما الذى ترك الشر فإنه مقبول عند الرب.إذن ندم الله لا يعني تراجعه عن كلمته حاشا بل يعني إستخدام سلطانه الخاص في العفو عن المجرم الذى هو الإنسان.
- جلس يونان يتأمل.صنع لنفسه مظلة شرقي المدينة. كانت النفوس تتغير و هو لا يراها و كانت اليقطينة تنمو و هو يراها.لم يفرح يونان بالنفوس بقدر ما فرح باليقطينة .بعض الخدام تخدم اليقطينة.تبذل قصارى جهدها من أجل اليقطينة.لا تفكر إلا في اليقطينة.الأنشطة في الكنيسة يقطينة .الإستثمارات و المشاريع يقطينة.الكشافة و الفيديوهات و الكورالات يقطينة.تنمو بسرعة و تموت بسرعة .لا بأس أن تجلس تحتها و لا تدرى أن دودة حب الظهور تأكلها دون أن تدرى.و الخطر أنها تأخذك بجملتك بعيدا عن خلاص النفوس.
- راقب لسانك.فيونان صاح موتي خير من حياتي مرتين.في هروبه و عندما ماتت اليقطينة.لا تتسرع بما تقول قدام الرب.كل أقوالك في الخدمة هي قدام الرب.كل تصريحاتك و فكاهاتك و جديتك و تعليمك و صمتك محسوب عليك.فلا تقل موتي خير من حياتي لأن حياتك خير من موتك بملايين المرات.
-إن الجميل في يونان الخادم أنه لم يبرر أخطاءه التي إرتكبها بل دونها فى السفر بمصداقية تامة كما صدرت منه.لم يلجأ إلى تجميل نفسه بعد أن أنتهي من هذا الدرس بإصحاحاته الأربعة.كان صادقاً مع نفسه كاشفاً لما في داخله بجرأة.لم يكن يونان في السفر بطلاً بل درساً.و لأنه كتب عن نفسه بإنسحاق فقد إستحق أن يكون آية.و يكون بنفسه نبوة عن دفن المسيح و قيامته.الخادم الصادق قدام الله يتأهل لكثير من الأمجاد المؤكدة السمائية و ليس مثل أمجاد الذات الزائفة. لذلك كافأ الرب يونان ممتدحاً كرازته لنينوي.معتبراً إياه رمزاً له بموته و دفنه ثلاثة أيام و قيامته حيا أيضا.ما ذكر عن يونان النبي في الإنجيل كان مدحاً كله.أنظر كيف رآه الروح القدس.
- الرب يسوع صانع الفصح ليونان و لأهل نينوي.محقق الخلاص.قابل التوبة بحنو . يرضى بأي جهد ضئيل نبذله كي نتوب عالماً أنه يستكمل نقائصنا.فالخلاص به وحده.أما نحن فخطاة ما زلنا.طالبين من الله توبة.المسيح فصحنا و معلمنا و خادم الخلاص الأعظم.