حمدى رزق

العشم على قد المحبة التى يكنها المحبون للفنان المحبوب «أحمد حلمى»، المحبون عاتبون على إفيه تبادله حلمى مع صديقه «عصام جاد» فى حضور زوجته «كارمن سليمان»، مازحه متعجبا، مصرى وقاعد فى أول صف.. هههه تبقى دعوة!!.

 

إفيه، الإفيه تحكم كما يقولون، العتب على قد العشم، والمحبون عاتبون، ولهم الحق، المصرى مكانه الصف الأول، وهذه ليست «شوفينية» ولكنها المكانة المستحقة.

 

قليل من العتب يكفى، وتطييب خواطر الطيبين من جهة حلمى مستوجب، لكن صلب حلمى على حوائط الفيسبوك، والتغريد عليه، واستباحته، تجاوز لا يبرره عتب ولا غضب.

 

القسوة المفرطة على خطأ عابر غير مبررة حتى وطنيا، إذا كان عرق الوطنية نافرا عند البعض وهذا محمود، لكن حلمى لم يرتكب الكبيرة، ولا أخطأ فى حق الوطن، ولا خان القسم، حلمى خارج هذه الحسبة تماما.

 

إفيه سخيف وخلصنا، نكتة بايخة، حلمى ليس رخيصا، ولا استرخص، وعيب أن يوصف بالرخص، حلمى فنان خفيف الظل، لم يستخف دمه يوما، ولم يخطر بباله أن يؤذى مشاعر مصرى سيما أنه صديقه، ولا فكر يوما فى المس بأغلى اسم فى الوجود.

 

حلمى لم يقصد إهانة كالتى اختزنها البعض، ولم يقصد المس بالحضور المصرى، لا تعلقوه من قدميه، ولا تضعوا السيخ المحمى فى ودانه.

 

شاحنة الغضب التى تهدر فى الفضاء الإلكترونى، وتدهس بعجلاتها الثقيلة فنانى مصر، آن لها أن تتوقف، الضحايا كثر، والمشرحة مش ناقصة قتلى!!.

 

الطيبون لهم الحق، وكما قلنا العتب على قد العشم، ولكن فى الدغل الإلكترونى ذئاب شرسة متلمظة لقطعة من لحم فنان مصرى، متربصة، واقفين ع الواحدة، إنت بتقول مصرى يبقى إنت اللى قتلت بابايا بصوت الدلوعة شويكار (الله يرحمها).

 

ليس هكذا تورد الإبل، أو تذبح الإبل، حلمى خلوق وصوته خفيض، وإفيهاته حاضرة، عنده حضور، أخشى مخططا لتقبيح وجوه الفن المصرى، وتمزيق ملابس رموزه الفنية، كتيبة الإعدام التى تجول فى الفضاء الإلكترونى شرهة لسفك الدماء، يا ترى مين اللى عليه الدور، اللى بعده!.

 

الحساسية المفرطة تجاه كل كلمة تقال على لسان فنان مصرى فى «موسم الرياض» أو مواسم ومهرجانات عربية أخرى، لا محل لها من الإعراب، موسم الرياض، موسم هواه مصرى، ونجومه مصريون، ويكرم الفن المصرى، بالسوابق يعرفون.

 

الفنانة منى زكى زوجة حلمى، لم تطق صبرا على جلد حلمى، استعادت من الذاكرة جملة قالها الممثل الويلزى الشهير «أنتونى هوبكنز»: «الناس حين لا يستطيعون التقليل منك أو السيطرة عليك، يحاولون تغيير النظرة التى يُنظر إليك بها»، صحيح منى لم تشر إلى واقعة حلمى، ولكن الكلام يقرأ من عنوانه، منى تخشى استهداف حلمى.. ولها الحق.

 

الحساسية الوطنية المحمودة أخشى تفسر شوفينية، وهو اتهام يوجه للمصريين عادة، اتهام جزافى، المصريون كالعشاق فى حبهم مذاهب، ولكنهم لا يرتضون عن حب مصر بديلا، واسألوا أحمد حلمى، حتى اسمه ثلاثى فى فيلم «عسل أسود» هكذا «مصرى سيد العربى».

 

 

زمن ليس بعيدا، ارتدى بعض نجومنا العقال فى مهرجانات عربية، وبعضهم غنى باللهجة الخليجية، وتغنى بعضهم بجمال أوطان عربية، والمصريون كعادتهم ضيوف خفاف، وليسوا متطفلين على الموائد العربية.

نقلا عن المصرى اليوم