كتبها  Oliver
- الرب له عينان ليس كمثل الإنسان.يري الأمور و هو يعرفها قبل أن تكون.يعرف أسرارها و خباياها فليس خافياً عليه شيء.هكذا رأي الرب يونان عالماً ماذا سيصدر منه و رغم ذلك إختاره و ميزه بل جعله آية  و جعله رمزا لموته و دفنه.هكذا رأي الرب  نينوى .أدان شرها و هو عالم ما سيصنعه لأجلها لكي تخلص   .الرب عجيب.

- نينوى المدينة العظيمة سقطت.كان إبليس أعظم منها و سقط.قوات السموات تتزعزع و ليس من يثبت إلا بمعونة إلهية.فإن كنت مدينة عظيمة على جبل لا تفقد إحتراسك.

- ترشيش هو الإبن الثاني لياوان بن يافث بن نوح. تك10: 4 .ربما تكون المدينة قد سميت على إسمه أو أنه هو الذى بناها.على مصب كدليفر الوادى الكبير بأسبانيا, بينما نينوي أحد أحفاد حام إبن نوح.و نينوي رافق آشور بن سام و كالح و عير و رحوبوت .كل هؤلاء من مملكة بابل القديمة العراق حالياً.

- نادى الرب يونان لأجل نينوي لكن كان قلب يونان بعيداً في ترشيش.الفرق بين نينوى و ترشيش هو الفرق بين مشيئة الله و مشيئة الإنسان التي قال الرب عنها : لأنه كما علت السماء عن الأرض هكذا علت طرقى عن طرقكم و أفكارى عن أفكاركم  إش 55 : 9.كان أى طريق مخالف أقرب إلى القلب من نينوي.هكذا يحدث لنا حين نرفض إرادة الصالحة  نتبع أهواء النفس بلا حكمة.ندفع أجرة الهروب بينما أن بركات الخضوع مجانية و ثمر الطاعة بلا مقابل.

- لم تكن مدينة ترشيش مكاناً يقصده يونان إنما التمرد على الله قاده نحوها.لأن عدم الخضوع لمشيئة الله جعل شعب الله يدور في البرية أربعين سنة في طريق تحتاج شهور قليلة للوصول .هكذا يجمدنا التمرد فى التيه ليقودنا إلي تيه آخر و ننفق العمر هباءا.ً و رغم أن يونان لم يصل أبداً إلى ترشيش  و لا رآها لكنها بقيت معه طويلاً في القلب.ترشيش مجرد سراب كأشواق القلب التائه تومض فينا رغبات حائرة و مشيئات متناقضة نتجرع عنها مرارة مخالفة الطاعة.فليتنا لا نضع في القلب ترشيش.

- حين أصاب يونان التمرد أعماه عن مهمته السهلة و جعلها مستحيلة قدامه.العائق الحقيقي في مخالفتنا لمشيئة الله و ليس في تنفيذ مشيئته الصالحة.كان يونان النبي مكلفاً بأن يناد عليها أى يخبر بقضاء الرب علي نينوي ثم يمضى.لكنه إستصعب الأمر.صارت مراحم الرب عقبة في طريقه.فى ثورته أراد الدمار لنينوي لا التوبة.ضاعت الرحمة لسبب التمرد .لا شيء يذيب القساوة مثل حياة الشكر.

- من أجل النجاة ألقي الجميع أمتعتهم في البحر.لم يبالوا بقيمة ما يرمونه في البحر فحياتهم أثمن من كل الأشياء و خلاصهم من النوء العظيم لا يقدر بثمن.لكي نتعلم أن نلقي أثقالنا علي الرب.لأن بحر العالم يهيج على الذين يرغبون في التكويم. و محبة المال هي النوء العظيم الذي يقلب السفينة.عند السفر ينتقي المسافر أثمن الأشياء ليأخذها معها لكن لما يهيج البحر ترخص كل الأشياء مقابل نجاته.نحن كل يوم في مساومة بين المقتنيات و الخلاص.ليضع الرب فينا أن نختاره و نتمسك به لا بالمقتنيات و لا بالمال.طوباهم الذين لما صارت قدامهم مقارنة بين الخلاص و بين الأمتعة ألقوا كل ما لهم في بحر العالم الحاضر و طلبوا الخلاص فنجوا بيد القدير.

- مخالفة إرادة الله تقلب أمور حياتنا.لأن حياتنا مرتبة و مستقرةاً علي مشيئته المخَلِصة الصالحة.لذلك لما خالف يونان و هرب تبدلت أحواله.و بدلاً أن يكون النبي الذى يرشد الآخرين صار الرجل الذي ينتظر توجيهاً و مساءلة.الجميع يسألونه و هو يجيب مضطرباً.الملاحون سألوه.رئيس النوتية حقق معه.ركاب السفينة إقترعوا بشأنه.جميعهم صرخوا إلى الرب و يونان لم يصرخ.كان ينتقل من نوم إلى نوم.من نوم الجسد إلى نوم الروح. إلى اليوم بقيت أسئلتهم لكل منا :ما هو عملك؟ الروحي طبعاً. من أين أتيت؟ أى ما هى مشيئة الله التي تهرب منها.ما هي أرضك ؟ أى ما المصير الذى تتوقعه؟ و من أى شعب أنت ؟ أى لمن تنتسب الآن و من تختار فتعيش معه.

- لهذا وصف يونان النبي هذه الحالة في صلاته قائلاً: الذين يراعون أباطيل كاذبة يتركون نعمتهم.يون 2 : 8. لقد كان يصف حالة الهروب بلا سبب.كل الهاربين من الله يخسرون النعمة. لأن روح الله القدوس ينعم لنا بقوة الطاعة و قداسة الخضوع لوصايا الله.على هذا كل من يهرب فهو يهرب من النعمة.يهرب من العون إلى اللا عون.فلنهرب من العصيان.من الإنكار من طاعة الذات إلى طاعة الوصية.لأن التوبة هروب من الخطية و الصلاة هروب من الضعف البشرى.

- كل مرة يريد الرب الروح لنا شيئاً يكون لنا مجد إن طاوعناه. و كل مرة يمنع الرب الروح شيئاً عنا يكون لنا مجد إن خضعنا له .هو يحول الدفة إلى نينوي التائبة لنترك ترشيش التي إخترناها لأنفسنا و نتبع الرب و لو كان إبتلاع الحوت وسيلته.

- سفر يونان يشرح لنا  دروساً كثيرة يمكن أن تضمها ثلاثة عناوين: يونان في ترشيش –يونان في بطن الحوت- يونان في نينوي. أو ثلاثة أخري مثلها يونان الهارب من الله – يونان الهارب إلى الله – يونان الخادم .فلنكثر التأملات مع الصوم و الصلاة لتشبع أرواحنا.لأن الله يشبع أرواحنا في الأصوام بوجبات سمائية متنوعة.

إلهنا الله القدوس الذى إستخدم فى هذا السفر  كل الوسائل لينجي الجميع الآن أيضاً يجعل كل أمورنا للنجاة و يكن لنا كما هو دائماً مخلصاً و مرشداً طويل الأناة.