ياسر أيوب

غير أنها أقدم وأكبر وأغلى جائزة رياضية فى العالم.. يبقى لأى ميدالية أوليمبية الكثير من المعانى.. وما تعنيه كل ميدالية أوليمبية لأى دولة وأهلها أو اتحاد رياضى ومسؤوليه.. يختلف عما تعنيه نفس الميدالية لمن يفوز بها من الناحية الرياضية والإعلامية والاجتماعية والمالية أيضا.. وبعد انتهاء كل دورة أوليمبية وتحول كل حكاياتها ونتائجها إلى تاريخ وذكريات.

 

تبقى الميدالية نفسها ملكا لصاحبتها أو صاحبها يحتفظ ويعتز بها شهادة على أنه يوما ما كان بطلا وقف على منصة التتويج الأوليمبى أمام العالم كله.. ولهذا كان الغضب والثورة والسخرية من ميداليات دورة باريس الأوليمبية الماضية.. فبعد انتهاء تلك الدورة فى 11 أغسطس الماضى وعودة الجميع إلى بلدانهم.. بدأت لاعبات ولاعبون من الفائزين بميداليات فى باريس يكتشفون صدأ وتآكل ميدالياتهم، سواء كانت من ذهب أو فضة أو برونز.

 

وحتى الآن قام أكثر من 100 لاعبة ولاعب بإعادة ميدالياتهم للجنة المنظمة لدورة باريس يطالبون باستبدالها والحصول على ميداليات جديدة يمكن الاحتفاظ بها دون صدأ أو تلف.. وبدأ كثيرون جدا يتذكرون ما قاله يواكيم رونسين الذى صمم ميداليات باريس، وأنها ستكون مميزة لا تشبه ميداليات أى دورة أوليمبية قبل باريس.. حيث احتوت كل ميدالية على قطعة حديد وزنها 18 جراما تم جمعها من برج إيفل أثناء تحديثه.

 

وقال رونسين ومعه مسؤولو الدورة ووزيرة الرياضة الفرنسية أن كل الفائزين سيعودون إلى بلدانهم بميداليات فيها جزء من برج إيفل الشهير الذى تم إنشاؤه منذ 135 سنة.. لكن المفاجأة كانت أن هذه الميداليات لم تصمد حتى 135 يوما.. فبعد أقل من 30 يوما عقب انتهاء الدورة.. بدأت تتوالى شكاوى لاعبات ولاعبين اكتشفوا عيوب ميدالياتهم.

 

ورغم تأكيد رئيس الشركة المنفذة للميداليات أن نسبة الميداليات التالفة ضئيلة جدا قياسا بالعدد الإجمالى لميداليات الدورة إلا أنه بعد قليل اضطر إلى إقالة ثلاثة من كبار مسؤولى دار سك العملة الفرنسية اعترافا بالخطأ.. كما حاول بعض الفرنسيين التقليل من شأن ما جرى، وأن قيمة كل ميدالية أوليمبية هى الفوز بها وليس شكلها أو لونها.. ولم يكن ذلك صحيحا.. ومن حق الفائزين الاحتفاظ بميدالياتهم تماما كما تسلموها عند انتصارهم.

 

 

ولايزال التاريخ الأوليمبى يحتفظ بالحالات الاستثنائية التى تنازل فيها أصحاب الميداليات الأوليمبية أو باعوها لأهداف إنسانية.. مثل بطلة رمى الرمح البولندية ماريا أندريتشك التى باعت ميداليتها لعلاج طفل فقير أصيب بسرطان العظم وكان يحتاج جراحة عاجلة.. وباع الملاكم الأوكرانى فلاديمير كليتشكو ميداليته لمصلحة مؤسسة خيرية تتكفل برعاية الأطفال الفقراء.. وباع السباح الأمريكى أنتونى إيرفين لمصلحة ضحايا تسونامى.

نقلا عن المصرى اليوم