د. أمير فهمى زخارى.
 نشا الشيخ الشعراوى بين عائلة محبة لحزب للوفد وزعيمها سعد زغلول والنحاس باشا ونشأ بين أعمام واخوال يغرسون فى ابنائهم هذه المبادئ التى توحد بين ابناء الوطن الواحد من مسلمين ومسيحيين.
 
ويذكر الشيخ الشعراوى فى مذكراته كيف أن والده كان يأخذه لزيارة سعد باشا فى قريته "مسجد وصيف" وكم إستمع وإستمتع باحاديثه التى تشبعت بها نفسه .
وكيف أن فى قريته دقادوس كانو يحتفلون بمولد السيدة العذراء وهو يعتبر من الإحتفالات الهامة بالقرية وكان ذلك فى الأسبوع الثالث من شهر اغسطس كل عام وان السيد المسيح ووالدته مروا على هذه القرية ولذلك تم إنشاء كنيسة السيدة العذراء بالقرية،وكذلك الأمر فى مولد السيدة «ديمانة» أو كما ينطقونها فى القرية «جميانة».
 
وعندما مرض الشعراوى وسافر إلى لندن للعلاج ارسل البابا شنودة وفدا رفيع المستوى برئاسة كاهن الكنيسة الارثوذوكسية بلندن لزيارة الشعراوى ولقد إمتن الشعراوى بتلك الزيارة وعندما عاد الشعراوى اصر على رد الواجب وزيارة البابا بالكتدرائية وقد خرج البابا لملاقاته عند باب الكاتدرائية وكان مقدرا للزيارة نصف ساعة وإذا بها تمتد الى ثلاث ساعات تبادلوا فيها الاحاديث والاشعار حيث ان الرجلين كانا ممن يكتبون الشعر وقد قدم البابا هدية إلى الشيخ عبارة عن موسوعة لسان العرب لابن منظور من عشرين جزءاً، وقدم الشيخ الشعراوى إلى البابا هدية عبارة عن عباءة سوداء علّق البابا وهو يتسلمها قائلاً: نحن نريد للمجتمع كله أن يعيش تحت عباءة واحدة، وفى وداع الشيخ كانت مظاهرة من البابا.. والأساقفة.. وجمهور كبير كان لا يزال واقفا عند الباب لتحية الاثنين.
 
وعند وفاة عضو الوفد إبراهيم باشا فرج وكان مسيحيا إمتلات الكاتدرائية عن آخرها وكان فى أول الصفوف محمد فؤاد سراج الدين رئيس حزب الوفد بجانبه الشيخ الشعراوى وكان البابا شنوده بجانب نعش المتوفى يعدد مناقبه ويمدح فى الوفد ورجاله .
 
وحين توفى الشيخ ذهب البابا للعزاء مع مجموعة من كبار الكهنة .. وقال : لقد خسرنا شخصية نادرة فى إخلاصها ونقائها وفهمها لجوهر الايمان .
هى دى مصر ... تحياتى..
 
المصدر:
- نساء ورجال من مصر للاستاذ لمعى المطيعى
- من مقالة للاستاذ رجب البنا بعنوان خواطر فى السياسة بتاريخ 12/12/2010
- رامى خالد والتاريخ فى كلمتين.
- أسم قريه "دقادوس" مأخوذ من كلمه " ثيؤتوكوس " وهذا أهم لقب من ألقاب السيدة العذراء مريم بمعنى " والدة الإله ".