د. ممدوح حليم
خلال الأيام القليلة الماضية ، أجرت الإعلامية المرموقة لميس الحديدى حوارا مع البابا تواضروس الثاني، ومن خلال هذا الحوار يتضح مهارة لميس المهنية وتعمقها في فهم شئون الأقباط بصورة جعلت الحوار عميقا وممتعا...

ولقد أظهر الحوار ما يتمتع به البابا تواضروس من بساطة ونقاء ورقي و وضوح، وأن السياسة لم تتسلل إلى كلامه

ولقد ذكر قداسته أنه عند رسامة البابا كيرلس السادس عام ١٩٥٩، كان عدد المطارنة والأساقفة ١١ ، بينما كان عددهم عند رسامة البابا شنوده عام ١٩٧١ قد وصل إلى ٢٢ ، بينما وصل العدد حاليا إلى ١٣٥ . ولاشك في أن هذه الزيادة الكبيرة في عددهم في العقود الماضية ذو مدلولات مهمة فهناك سيطرة تامة من رجال الاكليروس على شئون الكنيسة مع زيادة عدد الكهنة في الكنائس بصورة مبالغ فيها مع تلاشي دور العلمانيين في إدارة الكنيسة خلال الخمسين سنة الماضية أي مع بداية عهد البابا شنودة الثالث، وهو أمر نتمنى أن تعيد القيادة الكنسية النظر فيه.

ومن ناحية أخرى ، تؤدي الزيادة الكبيرة في عدد المطارنة والأساقفة إلى صعوبة اتفاقهم في الرأي والى حدوث انقسامات وتكتلات، وهو أمر ملحوظ في الكنيسة حاليا.

ولقد ذكر قداسته أن الكنيسة القبطية تمتلك حاليا كليات لاهوتية في الخارج مع وجود ١٠ أديرة قبطية خارج مصر. أما عن التعليم اللاهوتي في مصر فهو في حالة يرثى لها لعدم وجود أساتذة متخصصين ذوي مستوى مرتفع إلا قليلا نتيجة إهمال إعدادهم خلال النصف قرن الماضي وهيمنة أشخاص بعينهم على التعليم اللاهوتي من رجال الاكليروس، وإن كان الحال كذلك في مصر فكيف يكون الحال في كليات لاهوت المهجر؟

وفيما يتعلق بالاديرة خارج مصر فإغلاق بعضها أو كلها أمر واجب لاسيما بعد المشاكل المرعبة التي حدثت في جنوب أفريقيا ، كما أن رهبانها أغلبهم مصريون وعددهم ضئيل مما يجعل رهبنتهم في مصر أمرا ممكنا ومفضلا من أجل وجود الإشراف المناسب والإعداد الجيد.