ياسر أيوب

ليس من المعتاد أن تشهد اجتماعات مجلس الأمن بالأمم المتحدة فى نيويورك أى أحاديث تخص كرة القدم.

وربما لم يحدث ذلك من قبل ليصبح ما جرى فى الجلسة الأخيرة لمجلس الأمن حدثًا استثنائيًّا.. ففى تلك الجلسة، وللصحافة العالمية، بعدها مباشرة، تحدثت تيريزا كايكوامبا، وزيرة خارجية الكونجو الديمقراطية، عن ثلاثة أندية أوروبية كبرى: أرسنال وبايرن ميونيخ وباريس سان جيرمان..

ولم يكن حديثًا عابرًا أو وديًّا أو حتى دبلوماسيًّا، إنما كان حديثًا غاضبًا اتهمت فيه الوزيرة الكونجولية رعاية دولة رواندا لهذه الأندية بأنها رعاية ملطخة بالدم، فمنذ أيام، قامت حركة إم ٢٣ الكونجولية المتمردة التى تدعمها رواندا بالمقاتلين والسلاح بهجوم ضخم على مدينة جوما، كبرى مدن شرق الكونجو الديمقراطية وعاصمة إقليم كيفو، حيث مناجم الذهب والقصدير.. ولم ينجح كثيرون من سكان جوما فى الهرب من الصدام المسلح بين حركة إم ٢٣ وجيش الكونجو، وسقط كثيرون منهم جرحى وقتلى وامتلأت مشارح مستشفيات جوما بقرابة ثمانمائة جثة غير الجثث التى ظلت ملقاة فى الشوارع وسط النار والرصاص والدم.. ولم يقتصر الأمر على ذلك، إنما أشارت تقارير الأمم المتحدة إلى محاكمات صورية انتهت بإعدام كثيرين وقصف مخيمات النازحين والكثير من جرائم الاغتصاب..

 

ورغم إعلان رواندا رسميًّا أنه لا علاقة لها بما يجرى فإن حكومة الكونجو الديمقراطية تتهم رواندا رسميًّا بتمويل كل ذلك. ولهذا فاجأت وزيرة الخارجية الكونجولية الجميع بالحديث عن تلك الأندية الكروية الأوروبية الثلاثة التى تتلقى الأموال من رواندا كرعاية لها.

. فحين قررت رواندا تغيير صورتها الأوروبية بعد حرب أهلية قديمة وطويلة، تعاقدت حملة بعنوان «زوروا رواندا» مع هذه الأندية كراعية لها ووضعت لافتاتها فى استادات هذه الأندية.

ومنذ سنين تتلقى الأندية الثلاثة المال الرواندى، ولم تكن الوزيرة الكونجولية تتحدث عن المال، إنما عن التزام أخلاقى كان المفترض أن يجبر ثلاثة من أكبر أندية الكرة فى أوروبا على الابتعاد عن هذا الصراع وألا تكون طرفًا فيه، حتى ولو بشكل غير مباشر، وأن مجرد رعاية رواندا لهذه الأندية تمنح رواندا فى عيون جماهير هذه الأندية انطباعًا غير حقيقى عن رواندا وعما يجرى هناك على الأرض فى إفريقيا.

 

وأكدت الوزيرة أيضًا أن رعاية رواندا لهذه الأندية تتعارض مع المُثل الأخلاقية العليا التى تحرص عليها الأمم المتحدة.. ولم تعلق إدارات هذه الأندية الثلاثة على مطالب واتهامات الوزيرة الكونجولية، ولم يتضح بعد هل ستبقى رعاية رواندا لها قائمة أم سيُنهيها بايرن ميونيخ وأرسنال وباريس سان جيرمان!.. وفى المقابل، أكدت رواندا أنها ليست طرفًا فى هذا الصراع الكونجولى، وبالتالى لا علاقة لهذه الأندية بكل ما يجرى.

نقلا عن المصرى اليوم