حمدى رزق

لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذووه، لفتتنى صورة مبهجة للدكتور «بدر عبد العاطى» وزير الخارجية والهجرة، مستقبلا السير «مجدى يعقوب» فى مقر وزارة الخارجية.

 

الخارجية نورت، لفتة الوزير تحمل معانى راقية، فيها من الامتنان لعظمة منجزه الطبى، قدر ما فيها من التقدير لشخصه، السير يعقوب يستحق أكثر.

 

السير يعقوب فى حله وترحاله خير سفير لمصر، ومشروعه «رواندا- مصر للقلب» الذى كان موضوع اللقاء، يحمل رسالة مصرية عميقة، البرفيسور يعقوب سفارة مصرية متحركة، الدبلوماسية الإنسانية التى يجيدها البروفيسور تفتح أبوابا موصدة.

 

مركز «روندا- مصر للقلب» نافذة مصرية على إفريقيا السمراء، دعم الخارجية المصرية لمشروع البروفيسور يعقوب فى إفريقيا على وقته وفى مكانه، مصر تعالج قلوب أطفال إفريقيا، يا لها من رسالة مصرية راقية.

 

البرفيسور يمد بصره نحو الجنوب، وعندما اختار موقعا لمركزه الطبى العالمى، اختار أسوان فى جنوب مصر، ومنها فتح شباك مركزه على روندا التى تقع شرقى وسط القارة الإفريقية، تحدها شرقا تنزانيا، وشمالا أوغندا، وغربا الكونغو الديمقراطية، وجنوبا بوروندى.

 

تخيل إشعاع مركز يعقوب سيصل لمجموعة دول البحيرات العظمى، مصر تعود من الباب الطبى إلى قلب إفريقيا، الدبلوماسية الإنسانية لا تحدها حدود، مثل أشعة الشمس تشرق على البحيرات العظمى.

 

رسالة السير «مجدى يعقوب» الإنسانية وصلت إلى العاصمة «كيجالى»، مركز «رواندا- مصر للقلب»، يضيف إلى ما تقدم من جهودا مصرية مقدرة لتوطيد العلاقات المصرية الإفريقية، إفريقيا باتت الشغل الشاغل للدبلوماسية المصرية فى محاولة حثيثة لوصل ما انقطع وتعويض ما فات.

 

معلوم وزارة الخارجية المصرية تقوم على تمويل المشروع النموذج، وشراء وتوريد وتركيب كافة تجهيزات المرحلة الأولى من خلال «الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية» التابعة للخارجية.

 

برهان على نجاح الاستراتيجية المصرية للدخول إلى قلب القارة الإفريقية، بمشروعات تمس القلوب، وباسم علم من أعلام جراحات وزراعات القلوب فى العالم (السير يعقوب).

 

دبلوماسية المساعدات ذات الطابع الإنسانى التى تنتهجها الدولة المصرية وصارت عنوانا عريضا لها، يمكن (وحسب الإمكانات) نشر سلسلة مراكز القلب التى تحمل اسم السير «مجدى يعقوب» فى بعض العواصم الإفريقية، ورغم الكلفة العالية، لكنها ضرورية تمس شغاف قلوب الأشقاء الأفارقة.

 

عمل دبلوماسى رفيع المستوى، أدوات الدبلوماسية المصرية ليست سفراء دبلوماسيين أكفاء، فحسب، ولكن سفراء من نوع آخر، أكاديميين وفنيين وخبراء زراعة وتربة وموارد مائية، وتعدين، وسدود، كما حدث فى إنجاز سد «جوليوس نيريرى» فى تنزانيا، وسابقا دبلوماسية الآبار، وشهدنا آثارها فى دول حوض النيل الجنوبى وغرب السودان.

 

الجديد المستدام دبلوماسية المساعدات الإنسانية التى قررها الرئيس السيسى، بتيسير علاج فيروس «سى» لكل مرضى القارة السمراء، وتاليا بإرسال مساعدات عاجلة إلى ٣٠ دولة إفريقية، وذلك فى إطار مساهمة مصر فى الصندوق الإفريقى للاستجابة لفيروس كورونا.

 

ولا تعدُ عيناك عنهم، توالى المبادرات الإنسانية الدبلوماسية محبب أخويا، ومستوجب سياسيا، دعم صندوق الوكالة فى الخارجية لتمويل مثل هذه المبادرات العابرة للحدود.

 

 

إفريقيا كنز إنسانى قبل أن تكون كنزا اقتصاديا، وداعما سياسيا، والدبلوماسية الإنسانية تكسب كثيرا من القلوب الطيبة فى القارة السمراء التى ترنو إلى القاهرة بعيونها ملؤها الأمل والطموح.

نقلا عن المصرى اليوم