ياسر أيوب

ليس كالأهلى أو الزمالك.. ولا يشبه الجزيرة أو هليوبوليس والصيد وسبورتنج.. فقط ناد صغير فى مدينة منسية ورغم ذلك باتت حكايته تشبه أزمات كثيرة حين تهمل مصر وتنسى ما تملكه وتتميز به وفيه وتجرى وراء ما يملكه ويستطيعه الآخرون.. ففى نادى الشرقية هناك فريقان.. فريق لكرة القدم يلعب فى الدرجة الثالثة وفريق للهوكى يحتكر بطولات أندية أفريقيا التى اختارته كأفضل فريق رياضى إفريقى فى القرن العشرين.

 

ووفقا لكل قواعد المنطق كان من المفترض أن ينال فريق الهوكى الرعاية والاهتمام الأكثر والإنفاق والميزانية الأكبر من مجالس إدارة نادى الشرقية المتعاقبة حتى لو من باب الوجاهة والمصلحة الذاتية حيث نتائج الهوكى هى التى فرضت اسم النادى على الإعلام محليًا وقاريًا والهوكى هو الذى سمح لمجالس إدارة النادى بمقابلة رؤساء ونيل أوسمة وحضور حفلات تكريم.. لكن الذى جرى كان الالتفات لكرة القدم بكل هزائمها على حساب الهوكى بكل انتصاراته.. كل أموال النادى لفريق الكرة ويبقى فريق الهوكى يستجدى الاهتمام والمال قبل كل بطولة.

 

وعلى سبيل المثال كان من المفترض أن يقوم نادى الشرقية بتنظيم بطولة أندية أفريقيا للهوكى التى ستبدأ اليوم.. ولأسباب تخص مجلس إدارة النادى قرر الاتحاد الإفريقى سحب التنظيم من نادى الشرقية وسيقوم الاتحاد المصرى بتنظيمها إنقاذا للموقف وحتى لا يتعرض النادى لعقوبات وغرامات قاسية.. ولم يقتصر الأمر على ذلك.. فالفريق حتى أمس الأول لم يسافر للإسماعيلية ولم يتسلم ثيابا وأدوات جديدة ولم يتقاض لاعبوه ومدربوه مكافآتهم منذ ٩ أشهر.. فالأموال فى النادى لا تخرج إلا لكرة القدم فقط للتعاقد مع لاعبين أو مدربين.

 

وكان هناك اتجاه لدى لاعبى الهوكى لعدم المشاركة فى البطولة الإفريقية غضبا واحتجاجًا وحزنا على حلم مسروق منهم بأن تبقى الزقازيق عاصمة للهوكى الإفريقى.. حلم لا يراه ويحبه الذين لا يرون إلا كرة القدم فقط.. وأظن أنه لا حل لهذه الأزمة الدائمة إلا الفصل التام بين نادى الشرقية وفريق الهوكى.. وأن يصبح فريق الهوكى تابعا لشركة استادات التى باتت تملك استاد الزقازيق.

 

 

وبدلا من إهمال هذا الاستاد يمكن أن يصبح مقرا لنادى الهوكى الجديد باسم هوكى الشرقية.. ناد مستقل ورياضى فقط مثل معظم أندية أوروبا وليس مطالبًا بأى أنشطة اجتماعية وتملكه وتنفق عليه شركة استادات وتحيله بمساعدة وزارة الشباب والرياضة إلى مركز قومى لتطوير لعبة الهوكى فى مصر.. ويمكن مخاطبة الاتحاد الدولى للعبة لتمويل هذا المركز تكريمًا لأنجح فريق هوكى فى العالم.. فهل يمكن لوزير الرياضة أشرف صبحى ورئيس شركة استادات التدخل وتبنى فريق الهوكى واستعادة هذا الحلم المسروق.

نقلا عن المصرى اليوم