ياسر أيوب

لا تزال الرياضة المصرية لا تنظر إلا تحت قدميها ولا تتابع العالم حولها لتتعلم دروسًا كثيرة، منها درس مهم اسمه سونيسا لى.. لاعبة الجمباز الأمريكية التى فازت فى طوكيو بثلاث ميداليات.. وقبل أن يبدأ استعدادها لدورة باريس الماضية.. أُصيبت بمرض نادر فى الكليتين أدى إلى تورم كل جسدها وارتفاع ضغط الدم ومشكلة فى التنفس والتبول.. وتم علاجها فى مستشفى مايو كلينيك وشفاؤها واستعادت صحتها ولياقتها.. لكن اكتشف الأمريكيون أن سونيسا بعدما مرت به لم تعد واثقة من أنها ستفوز فى باريس.. أصبحت لاعبة خائفة ترى الأخريات هن الأقوى والأجدر بالفوز.. وقتها أدرك الأمريكيون أن سونيسا الخائفة ستخسر فى باريس مهما تألقت فى التدريبات ومهما ارتفعت لياقتها الفنية والبدنية.

فلا أحد يفوز إلا إن كان فى داخله يريد الفوز، والأهم أن يشعر أنه يستطيع ذلك ولا يخشى أى أحد.. فبدأ علاج نفسى مكثف ستحدد نتيجته قرار سفر سونيسا أو عدم سفرها.. فالبطل الأوليمبى لا تصنعه مجرد تدريبات متتالية ومعسكرات إعداد وأموال يجرى إنفاقها دون وعى وتخطيط إنما إعداد نفسى حقيقى ودائم حتى لا يخسر أحد قبل أن يلعب.. وبالفعل نجح العلاج وسافرت سونيسا وفازت فى باريس بثلاث ميداليات.. ولا يجد المصريون قبل المشاركة فى مختلف الألعاب والبطولات مسؤولة مثل جيس جرابا، مديرة المنتخب الأمريكى للجمباز، والتى استوقفتها جملة عابرة قالتها سونيسا عن إحساسها بأنها لن تفوز، فأوقفت تدريباتها، وعالجتها نفسيًّا أولًا، وعلمتها كيف لا تخسر قبل أن تلعب.

 

بطولات كثيرة خرجنا منها لأننا خسرنا قبل أن نلعب.. ولأننا دائمًا صغار يحلمون بمنافسة الكبار وليس أننا بالفعل أصبحنا من الكبار.. واليوم سيلعب منتخب اليد مباراة مهمة أمام فرنسا فى دور الثمانية لبطولة العالم الحالية.. مباراة سنخسرها إن خاف لاعبونا من مواجهة الدولة الأقوى فى كرة اليد الفائزة من قبل بست بطولات عالم كرقم قياسى لم تحققه أى دولة أخرى.. سنخسرها إن استسلم لاعبونا لحقيقة خسارة اليد المصرية كل مبارياتها السابقة أمام فرنسا سواء فى بطولات عالم أو دورات أوليمبية.. سنخسرها إن اكتفى لاعبونا بما حققوه فى البطولة الحالية وحب تصفيق المصريين لهم ولم يعد مطلوبًا منهم ما هو أكثر من ذلك.. وممكن فى المقابل أن نفوز اليوم على فرنسا لو نسينا ما جرى فى الماضى والتاريخ الذى لن يلعب مع الفرنسيين مباراة اليوم.. سنفوز لو نسى لاعبونا ما حققوه فى البطولة الحالية حتى الآن وباتوا يريدون تحقيق ما هو أجمل.. وأدركوا أنها مواجهة الكبار للكبار وأنهم أصحاب حق تمامًا مثل الفرنسيين.

نقلا عن المصرى اليوم