ياسر أيوب

فى 130 سنة.. تغيرت كثيرا وجدا العلاقة الكروية بين المصريين والإنجليز.. وإذا كان الإنجليز فى 2025 يستمتعون ويترقبون المنافسة المقبلة بين ليفربول ومانشستر سيتى؛ حيث يقود الفرعون المصرى محمد صلاح ليفربول ويقود الملك المصرى عمر مرموش مانشستر سيتى.. فإن بداية الحكاية كانت فى ملعب قره ميدان.. أو الأرض الفضاء بين قلعة صلاح الدين ومسجد السلطان حسن.. وهى الأرض التى أطلق عليها المصريون اسم قره ميدان.

 

أى الميدان الأسود باللغة التركية.. حيث كان سلاطين المماليك يقتلون فى هذا الميدان من يتمرد عليهم أو يخرج عن طاعتهم.. فأصبح هو الميدان الأسود حزنا وحدادا على كل ما سالت فيه من دماء وتعذيب وقتل.. وفى نفس هذا الميدان تم إعدام محمد كريم قائد الثورة المصرية ضد نابليون بونابرت والحملة الفرنسية.. وكان يمر منه المحمل كل عام حاملا كسوة الكعبة المرسلة إلى أرض الحجاز.

 

وقبل ثلاث سنوات من بناء أول سجن عمومى فى مصر فى نفس الميدان.. أقيمت فى 1895 أول مباراة كرة قدم على أرض مصر.. لعبها التيم المصرى أمام فريق الأورانس الإنجليزى بالعباسية.. مباراة بين أهل البلد ومن احتلوا البلد.. بين التلاميذ والأساتذة الذين تعلموا منهم لعب وحب كرة القدم.. وبهدفين أحرزهما محمد أفندى ناشد وأحمد أفندى رفعت.. فاز المصريون على الإنجليز فى أول مواجهة كروية بينهما.

 

وكانت لحظة جميلة واستثنائية فى حياة المصريين حتى الذين لا علاقة لهم بكرة القدم.. تناقل الجميع فى سعادة وكبرياء خبر الانتصار المصرى من القلعة إلى كل أحياء القاهرة وشوارعها.. وبهذا الانتصار تغنت واحتفلت المقاهى والبيوت والشوارع والحوارى.. الكبار والنساء والعواجيز والأطفال فى المدارس.. حتى الصحف التى كانت لا تكتب عن الكرة وأخبارها كتبت عن هذا الانتصار.

 

وطالت واستمرت بعد ذلك حكاية المصريين مع الإنجليز وكرة القدم.. وبعد لعب حسين حجازى الذى كان أول مصرى يلعب الكرة فى إنجلترا لنادى دولويتش هاملت للهواة.. أصبح عبدالله توفيق أول لاعب كرة مصرى يحترف فى إنجلترا ولعب فى 1920 مباراته الأولى مع نادى ديربى كاونتى الذى فاز على مانشستر سيتى الذى انتقل إليه مرموش فى 2025.. وأصبحت سارة عصام فى 2017 أول مصرية تحترف الكرة فى نادى ستوك سيتى.

 

 

وفى مصر تعلم التحكيم الكروى ضابط إنجليزى شاب اسمه ستانلى راوس وأدار نهائى الكأس السلطانية 1918 وبعد عودته إلى بلاده واصل رحلته التى انتهت به رئيسا للفيفا فى 1962.. وفى 1997 اشترى محمد الفايد نادى فولهام ليفتح الباب أمام المصريين وبقية العرب لشراء وامتلاك أندية إنجليزية.

نقلا غن المصرى اليوم