د. وسيم السيسي
يحدثنا إيرمان فى كتابه «الديانة المصرية القديمة» ص181: «كان المصريون القدماء ينظرون فى ضيق مترفع إلى الشعوب الأخرى لأنها كانت غير نظيفة». كما يحدثنا هيرودوت عن اشمئزاز المصريين من الخنازير، بل كان المصرى يأنف من تقبيل اليونانى، بل لم يكن يستخدم أى وعاء للطبخ استخدمه يونانى من قبل، وفى التوراة نجد يوسف ينصح إخوته عند تناول الطعام بالابتعاد عن المصريين، لأن المصريين ينظرون إلى رعاة الغنم العبرانيين، على أنهم رجس «نجاسة» للمصريين.
ملحوظة خارج السياق: كيف كان ملك مصر يحتضن راعية غنم «نجسة» عمرها 70 سنة «زوجة إبراهيم التوراتى»؟، هذا يؤكد أن هذا الملك كان هكسوسيًا.
كانت المرأة تستحم مرتين، لدينا جدارية تصور امرأة فى حمام، جالسة على كرسى، ومعها واحدة تصب الماء على رأسها وجسدها، وأخرى تقدم لها زهرة!!. كما كان رجل الدين يستحم قبل كل صلاة، ويعلق هيرودوت: يبدو أن مناصبهم الرفيعة تعوضهم عن هذا العناء!.
كانت مصر هى البلد الوحيد فى العالم كله، الذى كان لديه صرف صحى، كانت مواسير الصرف تمتد 400 متر من المنزل للبيارة، وكان قطرها 50 سم، وكانت من النحاس، هذا النظام الصحى، جعل هيرودوت يعجب ويقول: «عجبت للمصريين، يتناولون طعامهم بالخارج، ويقضون حاجتهم بالداخل، على خلاف العالم كله».
إن فيرينا المصرية هى التى علمت أوروبا النظافة؛ لذا نجد تماثيلها فى كل مكان، سويسرا، ألمانيا، فرنسا، سائر دول أوروبا، تمثالها: فتاة مصرية جميلة، حاملة إبريقًا به ماء ومشط، لأنها علمت أوروبا كيف يستحمون، ويمشطون شعورهم (المشط اختراع مصرى)، كما علمتهم كيفية استخدام الأعشاب الطبية فى علاج أمراضهم، وهو علم الفارما كوكنزى، أى علم النباتات الطبية الذى يدرس فى
كليات الصيدلة.
جدير بالذكر أن كلمة «فارماكا» كلمة مصرية قديمة معناها بيت الشفاء والصفاء، المرجع: الطب فى مصر القديمة- بول غليونجى- جامعة عين شمس- ص100.
ويدَّعون أنها كلمة يونانية، ويدرسون لأولادنا هذه الأكاذيب.
عودة إلى فيرينا.. ولدت فى جاراجوس محافظة قنا سنة 280م، وخرجت فى كتيبة طبية من طيبة (أى الأقصر) بقيادة ضابط مصرى اسمه موريس، وكانت الكتيبة مكونة من ستة آلاف ضابط وجندى، وكان من ضمنها مجموعة من الممرضات المصريات، ومن هنا جاءت فكرة التمريض من مصر، كما جاءت فكرة الصليب الأحمر من فيرينا.
توفيت فيرينا 344م، وكانت أختًا للضابط موريس. أين الإعلام والمسرح والسينما والشاشة الصغيرة؟!.
فى كتاب هنرى دونان 1862م «خدمة الجرحى فى الحروب»، يقول: كانت فيرينا المصرية هى صاحبة فكرة الصليب الأحمر فى الحروب.
أخيرًا، يأتى هذا اللى ما يتسماش يقول: كان المصريون يحلقون شعرهم بسبب القمل!.
القمل كان يملأ أجدادك رعاة الغنم الذين لا يستحمون، يصفعك المقريزى: المصريون من أكثر الشعوب صحة، سلمت مصر من الحر والبرد، طاب هواؤها، وخف بردها، وضعف حرها، وسلم أهلها من صواعق تهامة، جرب اليمن، دمامل الجزيرة، طواعين الشام. عشت يا مصر
طاهرة نقية.
نقلا عن المصرى اليوم