د. ممدوح حليم
هناك شيء ما غريب يحدث في مصر هذه الأيام. اقتراحات بجعل مادة الدين أساسية في الثانوية العامة التي ستدعى البكالوريا لتشكل ١٥ ٪ من المجموع، وبعد أن هدأت نسبيا هذه الدعوة تداولت وسائل الإعلام أبناء عن نية جامعة الأزهر تدريس الطب باللغة العربية أي تعريبه، ومن المعروف أن جامعة الأزهر تمتلك عددا من كليات الطب في القاهرة وخارجها.
ويبدو أن بعض المسئولين يشعرون أن الدين واللغة في خطر لذا يفكرون في وسائل لتقوية مركزهما من خلال التعليم.
من المعروف أن الإرشادات الطبية تصدر عن هيئات عالمية في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة البريطانية و الاتحاد الأوروبي. وجميعها تصدر باللغة الإنجليزية آلتي تعتبر اللغة الدولية للطب. إن بريطانيا هي الأم الروحية للطب والأساس في اكتشاف الأمراض، وإن شاركتها حاليا الولايات المتحدة وأوربا، وكل شركات الأدوية تنتمي لهذه البلاد. إن اللغة الإنجليزية هي اللغة الدولية للطب.
إن تدريس الطب باللغة العربية سوف يجعل هناك مسافة بين المراجع الطبية وما يدرس هنا ، الأمر الذي سيؤدي إلى تخلف الطب في مصر وعدم القدرة على ملاحقة تطوره.
ومن المعروف أن المصطلحات الطبية ذات جذور لاتينية ويونانية، مما يجعل اللغة الإنجليزية أقرب إليها.
إن اللغة العربية رائعة في مجال الأدب والشعر والبلاغة، هي تصلح لتدريس الآداب والتاريخ والجغرافيا والفلسفة والمواد التي تدرس في القسم الأدبي، لكنها لا تصلح لتدريس الطب المعاصر لصعوبة نقل المصطلحات ولعزل الطب المصري عن الطب العالمي.
أقول هذا مع اعتزازي باللغة العربية وعشقي لها بما فيها من بلاغة وجودة التعبير وفصاحة.