محرر الأقباط متحدون
استقبل البابا فرنسيس صباح الخميس في الفاتيكان، وكما جرت العادة في مطلع كل عام، ضباط وعناصر مفتشية الأمن العام، التابعة للشرطة الوطنية الإيطالية والمولجة السهر على الأمن في الفاتيكان، ووجه لضيوفه كلمة شجعهم فيها على الإفادة من سنة اليوبيل ليعبروا الباب المقدس الذي يعكس الرغبة في البدء من جديد. كما عبر عن امتنانه لهم على العمل الذي يقومون به من أجل ضمان أمنه الشخصي وأمن معاونيه وجميع الحجاج والسياح في جوار الفاتيكان.

استهل الحبر الأعظم خطابه مرحباً بالحاضرين ومعبراً عن سروره للقائهم، مع بداية العام الجديد. ولفت إلى أنها مناسبة ملائمة يتمنى خلالها لضيوفه ولعائلاتهم عاماً سعيداً، لاسيما خلال السنة اليوبيلية حيث نحن مدعوون إلى توجيه الأنظار نحو يسوع المسيح، الذي هو رجاؤنا، ويسير معنا كحاجٍ ويريد أن يهبنا نفسه وبركاته ومغفرته.

بعدها شجع البابا فرنسيس الحاضرين على الإفادة من الباب المقدس، الذي فُتح ليلة عيد الميلاد في بازيليك القديس بطرس، ومن الأبواب الأخرى التي فُتحت لاحقاً في البازيليكات البابوية الأخرى بروما. وأكد في هذا السياق أن عبور الباب المقدس ليس عملاً سحرياً، بل هو رمز مسيحي، إذ إن يسوع قال عن نفسه إنه "الباب"، وهذا العمل يعكس الرغبة في البدء من جديد، أو في ترك الله يجدنا، وهي حكمة جميلة، أي أن نبدأ من جديد في كل يوم، وأن نخطو خطوة إلى الأمام.  ولفت فرنسيس إلى أن هذه الدعوة موجهة أيضا إلى غير المؤمنين، إذ ينبغي أن يستفيدوا من هذه السنة المقدسة كي يسيروا إلى الأمام.

تابع الحبر الأعظم خطابه موجها كلمة شكر إلى الرجال والنساء المنتمين إلى الشرطة الوطنية الإيطالية على العمل الذي يقومون به بتفانٍ ومهنية وسخاء، ويهدف إلى ضمان أمنه الشخصي، وأمن معاونيه وجميع الحجاج والسياح في المناطق المحيطة بالفاتيكان، كما أن هذا النشاط القيم يقومون به خلال الزيارات الرعوية التي يجريها البابا داخل الأراضي الإيطالية.

ولفت فرنسيس إلى أن هذا الواجب يتطلب جهوزية وشجاعة وغالباً ما يتم وسط التكتم والسرية، دون أن يظهر إلى العلن ويحتاج إلى الاعتناء بأدق التفاصيل، وإلى الصبر والاستعداد للتضحية. وأكد البابا في هذا السياق أن الأمن هو شيء غير ظاهر ونشعر بأهميته، وللأسف، عندما يغيب هذا الأمن لسبب أو لآخر، وهو يُبنى بفضل الالتزام الذكي والمستمر في المراقبة، ليلا نهاراً، وعلى مدار السنة.

مضى الحبر الأعظم إلى القول إن الكائن البشري المجروح بسبب الخطية يجعل ضرورياً عملَ الأجهزة الأمنية التي ينبغي أن تضع نفسها في خدمة الخير العام للجماعة كلها، ولا بد أن تتوفر لديها كل الأدوات اللازمة للتصدي لمن يستعد لارتكاب جنحة أو جريمة. وقال فرنسيس لضيوفه إنه ينبغي أن يشعروا بالفخر والاعتزاز نظرا للخدمة التي يقومون بها تجاه الخير العام، وشدد على أنهم، في الوقت نفسه، يحافظون على تواضعهم، لأن هذا الأمر يسمح لهم بالاعتراف بحاجتهم إلى المساعدة والبركة والخلاص وإبقاء القلب منفتحاً على نعمة الله.

في ختام كلمته أكد البابا لضباط وعناصر مفتشية الأمن العام أنه يفكر بهم على الدوام، ويفعل ذلك بامتنان كبير ويصلي من أجلهم ومن أجل عائلاتهم. وذكّر بأن معاونيه يقومون يوم الأحد بزيارة عناصر الشرطة الإيطالية المولجين توفير الحماية للفاتيكان ويحلمون لهم الشوكولاتة أو ما شابه ذلك، وأكد الحبر الأعظم أن هذا هو عمل رمزي يقومون به يعبر عن قرب البابا منهم. وسأل فرسيس العذراء مريم ورئيس الملائكة ميخائيل، الذي هو شفيع الشرطة، أن يحميا ضيوفه. ثم منح الجميع بركاته الرسولية طالباً منهم أن يصلوا من أجله.