كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن شروط رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والتي حاول ترديدها مع وزرائه من اليمين المتطرف من شأنها أن تفشل مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق هدنة غزة وتحرير المحتجزين في يومها الأول.
وتابعت أن الصفقة في شكلها الحالي مع تصريحات نتنياهو تحمل العديد من التناقضات والأبعاد السياسية التي قد تضع إسرائيل في وضع صعب على المستويين الأمني والدبلوماسي.
صفقة غزة على المحك
وتابعت الصحيفة أن الوضع الراهن أبعد من مجرد اتفاق بشأن المحتجزين والأسرى الفلسطينيين وهدنة غزة؛ فالمفاوضات الخاصة بالمرحلة الثانية من الصفقة تكاد تكون محكوم عليها بالفشل بسبب المطالب السياسية التي يرفعها نتنياهو، والتي تشمل شروطًا قاسية غير قابلة للتحقيق لن تقبلها حركة حماس، من بين هذه المطالب، يطلب نتنياهو تفكيك قدرة حماس العسكرية وهو شرط مستحيل التفاوض عليه في المرحلة الحالية.
وأوضحت أنه إضافة إلى ذلك، فإن الخطة الأمنية التي قد تُنفذ في الأيام المقبلة تضم تنازلات على الأرض قد تؤدي إلى تفجر الأوضاع في حال عدم تنفيذها بشكل صارم، وإحدى النقاط التي تثير القلق هي ممر فيلادلفيا وهي منطقة حيوية في قطاع غزة يجب أن تنسحب منها إسرائيل في مرحلة معينة من الصفقة، وهو أمر يتجنب نتنياهو حتى الآن التحدث عنه علنًا.
القاهرة الإخبارية تكشف الاستعدادات لليوم الثاني من هدنة غزة
وأشارت إلى أنه من جهة أخرى، فإن التأخير في إتمام المرحلة الأولى من الصفقة كانت له تبعات سلبية، حيث أدت هذه الفترة إلى مقتل عدد من المحتجزين الذين كان من الممكن إنقاذهم لو تم التوصل إلى اتفاق أسرع، الأمر الذي يعكس الخطر الذي يواجهه عدد من المحتجزين في الأيام الأخيرة من المفاوضات، حيث يعتقد أنه من الممكن أن يتم تحرير 14 محتجزًا في الأسبوع الأخير، لكن حماس قد ترفض تنفيذ هذه الخطوة بسبب الشروط غير الواقعية التي تضعها الحكومة الإسرائيلية.
وأوضحت الصحيفة أن المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الصفقة قد لا تكون قابلة للتحقيق إلا إذا تم الضغط بشكل كبير من قِبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على حكومة الاحتلال.
وتابعت أن ترامب هو الشخص الوحيد الذي يستطيع توجيه ضغوط كافية على نتنياهو للمضي قدمًا في الصفقة كما فعل من أجل تنفيذ المرحلة الأولى، دون أن يؤدي ذلك إلى تعطيل الأمور في اليوم الأول من المفاوضات.
وأشارت الصحيفة إلى أن عدم إتمام المرحلة الثانية من الصفقة، من شأنه أن يعرض إسرائيل إلى مخاطر جسيمة وعقد انتخابات مبكرة في يونيو 2025، وهو أمر قد يضع نتنياهو في موقف صعب جدًا في ظل الأزمة الأمنية والسياسية المستمرة في البلاد.