ياسر أيوب
فى كل مكان، كل هيئة وشركة ومؤسسة وشاشة وصحيفة واتحاد وناد، هناك دائما فريقان، يحمل أولهما اسم روزى رويز، ويحمل الثانى اسم جاكلين جارو.. ويضم فريق روزى رويز هؤلاء الذين نجحوا وتقدموا الصفوف دون أى اجتهاد واستحقاق.. ويضم فريق جاكلين جارو فى المقابل الذين تعبوا واجتهدوا ثم فوجئوا فى النهاية بمن يسرق فرحتهم ونجاحهم.. ورغم أن حكاية روزى وجاكلين دارت أحداثها منذ ٤٥ عاما إلا أنها لا تزال صالحة للاستخدام.. واشتهرت لدرجة أن يلجأ لها كثيرون ويستشهدون بها حين يرون انتصارات زائفة وظالمة مقابل هزائم ونتائج ونهايات غير عادلة.. ودارت أحداث الحكاية فى ٢١ أبريل ١٩٨٠ أثناء الماراثون الشهير والعريق الخاص بمدينة بوسطن.

وكان من الواضح أن الكندية جاكلين جارو هى التى ستفوز بعد أن ظلت تتقدم السباق حتى اقتربت من خط النهاية لتفاجأ بروزى رويز تجرى وتسبقها وتفوز بالماراثون.. وكانت صدمة قاسية لجاكلين التى لم تكن عداءة محترفة ولم تبدأ تتسابق كعداءة إلا قبل ست سنوات فقط.. لكن امتلكت الموهبة والقوة وأجادت الاستعداد، ومنذ بدأ ماراثون بوسطن كان واضحًا أنها الأحق بالفوز.. ووقفت جاكلين بعد الخسارة وقد امتلأت عيناها بدموع الإحباط ومرارة خسارة انتصار كانت تستحقه لكنه ضاع فى اللحظات الأخيرة.. وفى المقابل، وقفت روزى كوبية الأصل وهاجرت وهى طفلة مع أسرتها للولايات المتحدة تتحدث بغطرسة عن مهارتها وقوتها وتفوقها.. وبين الاثنتين وقف المشاركون فى السباق يتساءلون كيف جرى ذلك.

فلم يشاهدوا روزى أثناء السباق، وكانت تقف بعد خط النهاية لا يبدو عليها إرهاق وإجهاد امرأة جرت ساعتين ونصف الساعة.. كما أنها أنهت الماراثون فى زمن أقل ٢٥ دقيقة كاملة عن الماراثون السابق منذ ستة أشهر فقط.. وظلت الأسئلة مطروحة طيلة سبعة أيام حتى تم اكتشاف أن روزى لم تجرِ فى السباق.. بدأته فقط ثم اختفت وعادت تظهر قبل خط النهاية.. وسحبت إدارة ماراثون بوسطن اللقب والجائزة من روزى لأنها فازت بما لم تستحقه وعاد الحق الضائع لصاحبته جاكلين.. وتم أيضا اكتشاف أنها لم تكن المرة الأولى لروزى التى سبق أن شاركت فى ماراثون نيويورك وظهرت فى بدايته ثم استقلت مترو الأنفاق حتى ما قبل المرحلة الأخيرة.. ولأنه من الصعب أن يخوضوا منافسات عادلة من اعتادوا الفوز بالخداع والغش والسطو على حقوق الغير.. فقد اعتزلت روزى، وبعد سنتين لم تقبل البقاء مثل زميلاتها الموظفات فى شركة مقاولات، فسرقت ٦٠ ألف دولار وتم سجنها وعادت للسجن مرة اخرى فى فلوريدا بعد ضبطها تتاجر فى الهيروين.. وماتت منذ ست أعوام مصابة بالسرطان.
نقلا عن المصرى اليوم