محرر الأقباط متحدون
قبل مقابلته العامة مع المؤمنين استقبل البابا فرنسيس صباح اليوم الأربعاء في قاعة بولس السادس بالفاتيكان الرؤساء والمدراء الوطنيين لهيئات كاريتاس في أمريكا اللاتينية والكاراييب ووجه لهم تحية سلط فيها الضوء على ضرورة أن نقدم الرعاية إلى جميع الأشخاص، وأن نحمل لهم محبة الله.

استهل الحبر الأعظم كلمته معبرا عن سروره بهذا اللقاء الذي يُعقد على هامش دورة التنشئة الثانية التي تنظمها هيئات كاريتاس في أمريكا اللاتينية والكاراييب، وتهدف إلى تعزيز العمليات الرامية إلى إرساء أسس ثقافة الاعتناء بالآخر وحمايته. ولفت إلى أن هذه العبارة باللغة الإسبانية تعني أيضا الاهتمام بالآخر والدفاع عنه، وهذا مفهوم واضح لدى الجميع، كمن يقف عند باب بيته أو حدود الوطن للدفاع عنهما خلال الحروب والصراعات المسلحة.

وتوقف البابا هنا عند الكلمات الواردة في سفر النبي حزقيال وسفر الرؤيا، عندما يطلب الرب من ملاكه أن يضع علامة على جبين الأشخاص الذين يبكون بسبب الخطايا المرتبكة، وأشار الحبر الأعظم إلى أن الرب يطلب منا اليوم أيضا أن نضع شارة صليبه المبارك على جبين من يأتون إلى مراكز كاريتاس التي نديرها، ويتنهدون ويبكون بسبب أوضاع الظلم الكثيرة التي يتعرضون لها.

بعدها أكد البابا أن شارة الصليب هذه توضع على جبين كل إنسان نلتقي به بصورة افتراضية، وذلك من خلال الإقرار بكرامته كأخ في المسيح، تم افتداؤه بدم المخلص، وعندما نرى فيه جرح المخلص الذي يمد لنا يده كي نتعرف على سر تجسده.  وتوقف فرنسيس عند العبارات الواردة في المزمور ١٠٥ إذ يقول الرب "لا تسمّوا مكرّسي".

وأكد الحبر الأعظم في هذا السياق أن الدفاع عن الآخر هو عمل ربّاني، لأن اسم المسيح نفسه مكتوب على جبين كل رجل وامرأة، كما في قلب كل واحد منا، مذكراً الحاضرين بأننا جميعنا مدعوون – على الرغم من هشاشتنا وضعفنا – إلى حمل محبته للآخرين، من خلال أفعال صغيرة من المحبة والرعاية.

في ختام كلمته سأل البابا فرنسيس الرب أن يكافئ ضيوفه على جهودهم وطلب أيضا من الروح القدس أن يقود نشاطاتهم وطلب من مريم العذراء القديسة أن تحميهم بمعطفها، كي يتعلموا منها كيف يحملون الرعاية والحماية لجميع البشر.