محرر الأقباط متحدون
"ساعدوا الشباب ساعدوهم ليكتشفوا المسيح لأن المسيح هو الجواب. ساعدوهم لكي ينموا في الإيمان، ولكي يتجرأوا على اتخاذ خيارات شجاعة ولكي يصبحوا تلاميذًا مرسلين ليسوع، وشهودًا أحياء للإنجيل" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في كلمته إلى مسؤولي حركة "Congrès Mission"
استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الجمعة في القصر الرسولي بالفاتيكان مسؤولي حركة " Congrès Mission" وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وقال يسعدني أن ألتقي بكم أنتم وجوه وقلوب " Congrès Mission". أشكركم على زيارتكم ولاسيما على التزامكم الأمين في خدمة الإنجيل الذي هو مصدر نور ورجاء في عالم يحتاج إليه كثيرًا.
تابع البابا فرنسيس يقول بينما تستعدون للقائكم الكبير في بيرسي، دخلت الكنيسة للتو في سنة يوبيلية جديدة تدعونا لكي نكون "حجاج رجاء". إنها دعوة ملحّة لكي نجدّد حياتنا المسيحية وترسلنا في رسالة: أن نصبح شهودًا لرجاء لا يخيِّب، في "فرح الإنجيل الذي يملأ قلب وحياة الذين يلتقون بيسوع". إن الفرح، أيها الأصدقاء الأعزاء، لا ينفصل عن الرجاء والرسالة؛ فرح لا ينحصر في حماسة اللحظة، بل هو فرح يولد من اللقاء مع المسيح ويوجهنا نحو إخوتنا وأخواتنا. أن نكون حجاجًا يعني أن نسير معًا في الكنيسة، وإنما أيضًا أن نتحلى بالشجاعة لكي نخرج ونذهب للقاء الآخرين. وأن نحمل الرجاء يعني أن نقدم للعالم كلمة حية، كلمة متجذرة في الإنجيل، تعزي وتفتح دروبًا جديدة.
أضاف الأب الأقدس يقول أشجعكم على ألا تخافوا أبدًا من "الخروج"، لأن "الرسالة هي شغف بيسوع ولكنها في الوقت عينه شغف بشعبه". هذا يعني أن تذهبوا إلى حيث يعيش الرجال والنساء أفراحهم وأحزانهم. وهذه هي الطريقة التي تحملون بها الرجاء، سواء في جماعاتكم أو في الأماكن التي تبدو فيها الكنيسة أحيانًا متعبة أو منسحبة. أشكركم على كل ما تقومون به، وعلى ديناميكيتكم وحماسكم، على الأخوّة الإرساليّة التي تنسجونها بصبر وإيمان في جميع أنحاء فرنسا.
تابع الحبر الأعظم يقول نحن نعلم أن الرجاء غالبًا ما يوضع على المحك. إنَّ عالمنا مطبوع بالحروب والعديد من أشكال الظلم، كما أنه ممزَّق بسبب النزعة الفردية. وهذا كلّه يولِّد غالبًا الشك والخوف من المستقبل وأحيانًا اليأس. لكننا نحن المسيحيين نحمل يقينًا: المسيح هو رجاءنا. إنه البشرى السارة لهذا العالم! وهذا الرجاء ليس ملكًا لنا: إنه عطيّة علينا أن نتقاسمها، ونور علينا أن ننقله. لا تخافوا من أن تجيبوا على هذا النداء! أن تكونوا مرسلين يعني أن تسمحوا للروح القدس بأن يحرككم. قد يعني هذا أحيانًا أن نخرج عن أنماطنا المعتادة وحتى أن نقبل أن "نخطئ"، لكن الروح القدس يحثنا على الإبداع! هو يدعونا لكي نعلن الإنجيل ليس فقط في الهيكليات الثابتة وإنما حيثما يكون إخوتنا وأخواتنا: في يوميات حياتهم، في أفراحهم وجراحهم وتساؤلاتهم. لقد كان الطوباوي الأب شيفرييه يقول: "المحبّة لله وللقريب هي المبدأ والعصارة الحيوية لكل شيء، ويجب أن تنتج كل شيء فينا؛ فعندما تكون هذه المحبّة في النفس، يكون فيها كل ما هو ضروري. إنَّ المحبّة بدون مظاهر خارجية هي أثمن من المظاهر الخارجية بدون محبّة. ومن الأفضل أن يكون هناك فوضى مع محبّة على أن يكون هناك نظام بدون محبّة".
أضاف الأب الأقدس يقول أيها الأصدقاء الأعزاء، أريد أيضًا أن أشجعكم على تحفيز الشباب. فالشباب هم أول حجاج للرجاء! إنهم متعطشون للمعنى والأصالة واللقاء الحقيقي. ساعدوهم ليكتشفوا المسيح لأن المسيح هو الجواب. ساعدوهم لكي ينموا في الإيمان، ولكي يتجرأوا على اتخاذ خيارات شجاعة ولكي يصبحوا تلاميذًا مرسلين ليسوع، وشهودًا أحياء للإنجيل. انقلوا إليهم الجرأة لكي يحلموا بعالم أكثر أخوّة ورافقوهم لكي يصبحوا صانعي رجاء في عائلاتهم ومدارسهم وأماكن عملهم. في هذه الديناميكية الإرساليّة، أحثكم على ألا تغفلوا أبدًا عن الشركة فيما بينكم. الوحدة هي شهادة قوية: فبالمحبة التي نحملها لبعضنا البعض يعترف العالم بأننا تلاميذ يسوع. اعتنوا بعضكم ببعض، واعضدوا بعضكم بعضًا في أعمالكم وافرحوا معًا بالثمار التي يُنضجها الروح من خلال جهودكم.
وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول أشجعكم على الاستعداد للقاء الكبير في تشرين الثاني نوفمبر ٢٠٢٥، وأؤكد لكم صلواتي لكي يكون زمن فرح وارتداد وتجديد للكنيسة في فرنسا. أوكلكم إلى العذراء مريم، الحاجّة الحنونة والأمينة التي حملت رجاء العالم في قلبها وبين ذراعيها. لترافقكم وترشدكم في هذه الرسالة. أباركك من كلِّ قلبي وأسألكم من فضلكم أن تصلّوا من أجلي.