محرر الأقباط متحدون
عشية احتفال تدشين وتكريس كنيسة معمودية السيد المسيح، في موقع المغطس بالأردن، بحضور أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع بطريرك القدس للاتين الكاردينال بيرباتيستا بيتسابالا الذي عبر عن أمله بأن يشكل الاحتفال علامة – خلال السنة اليوبيلية وفي المرحلة المأساوية التي تعيشها المنطقة – لاستمرار الحياة ونمو الكنيسة في الشرق الأوسط كله.
استهل غبطته حديثه لموقعنا لافتا إلى أن هذا الاحتفال طال انتظاره، وبعد سنوات طويلة تم تدشين وتكريس كنيسة معمودية السيد المسيح في الأردن، في موقع المغطس. وذكّر بأن هذه المناسبة تزامنت مع السنة اليوبيلية، ومع الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لزيارة الحج الشهيرة التي قام بها إلى موقع المغطس البابا الراحل يوحنا بولس الثاني، موضحا أن هذا الأخير تحدث في العام ٢٠٠٠ عن أهمية هذا المكان المطبوع بالتاريخ، والقريب من أقدم مدينة في العالم، والمذكورة في الكتاب المقدس، كمكان لا يحمل بصمات الإنسان وحسب إنما بصمات الله أيضا.
وبعد ربع قرن على زيارة البابا فويتيوا إلى هذا الموقع، في إطار السنة اليوبيلية، ها هو البابا فرنسيس يوجه كلمة تشجيع إلى المسيحيين في الأردن حاثاً إياهم على الاقتداء أكثر بالمسيح. ومما لا شك فيه أن دعوة الحبر الأعظم هذه تكتسب أهمية كبرى في ضوء التوترات والصراعات الراهنة في منطقة الشرق الأوسط. واعتبر البطريرك بيتسابالا في هذا السياق أن تكريس كنيسة جديدة يشكل علامة للوحدة ويعكس الرغبة في استمرار الحياة ونمو الكنيسة في الأردن وفي منطقة الشرق الأوسط بأسرها.
الكنيسة الجديدة، التي تم تكريسها اليوم والتابعة للبطريركية اللاتينية، توجد في منطقة كانت عسكرية لغاية تسعينيات القرن الماضي، وبفضل الجهود التي بذلها الكاهن الفرنسيسكاني الإيطالي Michele Piccirillo تم تحديد الموقع على أنه المكان التي تعمّد فيه السيد المسيح، ألا وهو "بيت عنيا عبر الأردن" الذي يتحدث عنه إنجيل القديس يوحنا. ومن البديهي أن هذا المشروع جاء ثمرة للتعاون من مختلف الأطراف ولم يكن إنجازه ممكناً بدون جهود المملكة الهاشمية الأردنية. وبغية تسليط الضوء على دور البلاد على صعيد نمو الديانة المسيحية، دُشن في عمان معرض، سيصل إلى روما مع نهاية كانون الثاني يناير الجاري، يتضمن أكثر من ثمانين قطعة أثرية يعود تاريخها إلى القرن الأول ميلادي وإلى العصور: البيزنطي والإسلامي والهاشمي.
وكان البابا فرنسيس قد طلب من أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين أن يشارك في احتفال التكريس وحمّله تحياته الحارة إلى المؤمنين الكاثوليك المشاركين في الاحتفال الديني، وإلى السلطات المدنية والمواطنين من أتباع باقي الديانات، وجميع الأشخاص الذين يعززون رسالة الكنيسة والحرية الدينية والسلام في العالم وخير الكائن البشري.