متابعة وتصوير جمال كامل
تحت رعاية الدكتور علاء عبد الهادي رئيس النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر والأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، عقدت لجنة الحضارة المصرية القديمة برئاسة الكاتب عبد الله مهدي ندوة يوم السبت ٤ يناير ٢٠٢٥م، بعنوان : " مصر القديمة وطقوس عيد الميلاد" استضافت الندوة الراهب القمص يسطس الأورشليمي الكاتب والباحث في التاريخ المصري، و د. نادر ذكري أستاذ الآثار والفنون القبطية كلية السياحة والفنادق جامعة مدينة السادات، والمهندس المعماري عماد فريد، وحضر اللقاء مجموعة من الأدباء و أساتذة الآثار، بدأت الندوة بكلمة ترحيبية من الكاتب عبد الله مهدي، تحدث فيها عن سماحة المصري القديم وتعايش أصحاب المعتقدات في مصر القديمة في سلام، كما ردد بعض مقولات جمال حمدان العاكسة لروح مصر في تعايش وقبول واحترام الآخر، كما قدم الراهب القمص يسطس الأورشليمي محاضرة وافية ذكر فيها كيفية توظيف الأقباط الأساطير القديمة لشرح العقائد المسيحية، كما تحدث عن فكرة التجسد، و عن " منشور الإمبراطور قسطنطين" عن التسامح الديني، وعن بناء الكنائس من قبل الأثرياء وأبناء الشعب، وعن فكرة التثليث، وإيمان المصري القديم بفكرة البعث والخلود، كما تحدث عن عدد من الأساطير القديمة ومقارنة ما ورد من العقائد القديمة وقارنها بالعقائد المسيحية، وختم حواره الشائق بأن جميع العقائد عند جميع الأمم لا تطعن في صحة الإله الأعظم.
تحدث م. عماد فريد ميخائيل عن ارتباط العمارة بالتراث، وعن التغير الدرامي الهائل الذي حدث بعد دخول المسيحية مصر وتأثير ذلك في تاريخ علاقة الإنسان بالإله، واستفاض في شرح التغير الذي حدث لرجل الدين الذي أصبح من عامة الشعب؛ وكان لهذا تأثيره القوي على التاريخ الإنساني بصفة عامة، كما تحدث عن قصة استخدام الطوب الني في البناء، وذكر أن مهمة صناعة الطوب كان يقوم بها العبيد والأسرى، أما البناء كان يقوم به المصري القديم ، وتحدث عن طقوس البناء بالطوب الني، ومدى صعوبته، و ذكر أن الكنائس القبطية القديمة تعد كنزا للتراث المعماري الشعبي، وهو تراث ممتد منذ ١٠ آلاف عام، كما تحدث عن البناء بطريقة القباب وميزتها وصعوبتها، وعن أشهر العائلات في مجال بيع العناصر المعمارية، كما تحدث عن سمات العمارة القبطية، وعمارة المعابد، وعن طقوس البناء بالفزعة وهو جهد اجتماعي شامل يشارك فيه كل الأهالي عند البناء كل حسب حرفته، وختم حواره بأهمية الحفاظ على كل جدار قديم أو قبة قديمة؛ لأن في هذا ربط واضح بين علاقة التراث القبطي المصري بالتاريخ الإنساني ككل..
و قدم د. نادر ذكري عرضا مصورا يشمل مجموعة كبيرة من الصور للعذرا وميلاد السيد المسيح في عدة كنائس في مصر، منها كنيسة دير السوريان، وكنيسة العذرا في حارة زويلة، وأيقونات كنيسة أبو سيفين، وكنيسة دير سانت كاترين وغيرهم من الأديرة، وتناول بالشرح طبيعة كل أيقونة وزمن رسمها، والرموز الموجودة بها، ومدى الاختلاف بين كل رسمة وأخرى، كما شرح الاختلافات الواردة في رسم الملائكة وألوانها في الكنائس الأفريقية عن الكنائس العربية، والغربية، وتحدث عن أشهر من قاموا برسم لوحات العذرا والسيد المسيح، ومنهم إبراهيم الناسخ، ويوحنا الأرماني، وعرض بعض الصور الحديثة وشرح نقاط الاختلاف في الأسلوب والألوان عما سبق من أيقونات، بعد ذلك فتح باب المداخلات، وتم تسليم شهادات التقدير لضيوف المنصة الكرام.