Oliver كتبها
- بلا تعمق في سر التجسد يصبح الإيمان غامضا و شخص المسيح مجهولاً في القلب.فالتجسد الإلهي هو الذى عليه تأسس الإيمان المسيحى.الذى إبتدأ بقبول العذراء البشارة الإلهية.
- لماذا يحسب التجسد سر؟ لأننا لم و لن ندرك كيف حل ملء اللاهوت بالكمال في الإنسان يسوع المسيح بلا فارق زمنى بين قبول البشارة و بين التجسد. جنيناً في بطن العذراء لا ندرك و لن ندرك كيف تصير العذراء أماً بمنطقنا البشري.
نحن نؤمن فقط أن الآب ظللها و الروح القدس حل عليها و إبن الله ولد منها أما الكيفية فهي بعيدة عن كل أفكار الأرض و علومها و منطقها البشري.
كذلك التجسد سر لأن الرب يسوع المتجسد صار في الجسد المحدود مع أن لاهوته غير محدود.صار في جسد يقبل الموت بإرادته مع أن لاهوته ليس فيه موت بل هو حياة للحياة.صار كعبد و هو سيد الأكوان.لا ندري كيف إحتمل الرب يسوع هذا الإتضاع و تحمل التخلي عن مجده .
التجسد قوة و ليس ضعف.التخلى عظمة و ليس هواناً.الحلول فى بطن العذراء مقدمة حقيقية للحلول فى كيان كل من يؤمن بالمسيح.كلنا يمكن أن نصبح عذراء المسيح إن سلكنا كالعذراء.
- المسيح مولود مرتين.البدء عنده متكرر.البدء يسكن فيه دوماً.في البدء كان الكلمة و ما زال الكلمة في البدء فلا تقادم لهذا البدء و هذا السر عجيب.
-كل شيء به كان و كائن و سيكون.كما أن إنبثاق الروح القدس دائم هكذا ولادة الإبن الوحيد دائمة.ولد من الآب و بقي كما مولود دوماً.هو مولود الآب كل لحظة.ليست ولادة كفعل منتهي بل كحالة دائمة.فهو مولود الآب منذ الأزل و إلي الأبد
- التجسد هو بداءة المسيح في الجسد.الفعل الذي تم في الزمان أما الولادة من الآب فقد تمت خارج الزمان لذلك ما زالت خارج الزمان لا ماضي فيها و لا مستقبل بل مضارع دائماً.تجسد الرب يسوع هو خروج من السماء بغير مغادرة.مجئ إلي الأرض بغيرإنقطاع عن السماء.هو إستقبال كيان بشري في أقنوم لاهوتى و هذا وحده بلا تفسير يشرحه سوي حب غلب عليه حتي هان عليه مجده من أجل إنقاذ كياننا من الهلاك.
-تجسد أقنوم الإبن هو سر تبدأ من عنده كل الأسرار.كما تأخذنا المعمودية إلي كل الأسرار.المسيح تجسد أرضياً و هو السمائي و نحن بالمعمودية ننتسب سماوياً نحن الأرضيون.خلقنا الثالوث القدوس علي شبه الإبن قبل أن يأخذ الإبن شبه الإنسان.لأن إنسانية الإبن كانت خطة أزلية و بقيت له إلي الأبد.لن توجد لحظة يتخلي فيها الإبن عن ناسوته و هذا هو الضامن لنا وجود ممثلنا قدام الآب بلا إنقطاع حتي صار شبه الإبن علينا هو الوسيلة الوحيدة لدخول العرس الأبدي.أو ثوب العُرس.
-تجسد الإبن في الأرض بداية خلاصنا و تجسد الإنسان في السماء بكيان جديد هو تمام خلاصنا.فالشركة مع المسيح بدأت بالتجسد و تدوم إلي الأبد لأن المسيح أخذ جسدنا و به جلس علي عرشه لذلك حين يقدم وعده لمن يغلب أن يجلس معه في عرشه فهو يعني أن يتحد بشخصه الجالس به علي العرش
اللاهوت لم يصبح جسداً بل أخذ جسداً و بقي لاهوت كما هو. لا الجسد صار لاهوتاً بل متحداً باللاهوت فى سر عظيم.نحن علي نفس المثال نكون.كما لم يتحول لاهوت الإبن إلي ناسوت كذلك لن تتحول أجسادنا إلي لاهوت لكننا سنتحد بشخص الإله المتجسد و نأخذ من ملئه و نتمتع بكيانه فينا دون تأله.
-من التجسد إنطلقت كل أعمال الخلاص.لكي بالجسد نعمل أعمال المسيح بنفس روحه القدوس نعمل .بنفس مشيئة الآب نعمل. فقد شابهنا الإبن لكي نشابهه.نزل إلينا ليرفعنا إليه.كل ما فعل بنا هو مبادلة لكل ما هو مائت بكل ما هو حياة.لهذا هذا السر عظيم.
- التجسد تم بالكمال فليس للمسيح تجسدان.بل إبن الله أخذ جسداً و من بعد أن أخذه ظل متحداً به و سيبقى متحداً به إلى الأبد.فلن يأخذ على جسده جسداً بل سينقل الذين آمنوا به ليكونا معه أعضاءاً فى نفس جسده .
- بالتجسد صارت كل الفضائل ممكنة حتي أطلق الكتاب علي سر التجسد سر التقوي.لأنه لم توجد تقوي للبشرية الساقطة لولا تجسد الرب يسوع و فداءه.فالتقوي بدأت من شخص المسيح حين صار مثلنا و رأيناه و جعلنا نشتاق للمجد لأننا أيضاً رأينا مجده.
في التجسد يكمن المجد كله.الحب الذى رأيناه في المسيح هو تجسد ذات المسيح..شكرا لتجسدك أيها الوحيد الجنس.خذنا إلي جنسك لنخلع جنسنا الترابي و نلبس جنسك السماوي.بالتجسد صرت لنا و صرنا لك.لقد ختنت الجنس البشري بتجسدك و ختمنا روحك القدوس لنأخذ ما فيك إذ ينخلع عنا العتيق بعملك الكفاري فير الآب شبهك علينا و يدعونا إلي وليمة فرح لا تنتهي.