الخميس ٣ يناير ٢٠١٣ -
٥٨:
٠٧ ص +02:00 EET
بقلم: د.ماجد عزت إسرائيل
يعلمنا الرسول بولس الرسول أن حكمة العالم جهاله عند الله،وما نحسبه "جهالة" فى افكار الله هو الحكمة فى اسمى صورها،لايمـــكن لاحــد أن يتناسى أو يتجاهل أن الطفل يسوع غير التاريخ بمجيئه فى أبسط صورة ،حيث استطاع بمحبته واتضاعه أن يهــــزم كل فاعلى الشر،ليتنا نعـــود الى المذود والى بيت لحم والى المسيحية الأصلية،إن اعظم رسالة نتعلمها من مـــولود المزود هو تواضعه حين ولد طفلا فقيرا فى مــزود قد يأبى أفــقر البشر أن يولد فيه، وهـذه رسالة وعبرة للقادة وللشعوب فى كل مكان وزمان،إذا كان رب المجد قد جاء الى العالم بهذا التواضع؛ أفــاليس بالأحرى أن نكون نحن خليفته متواضعين.
وعلمنا طفل المزود كيف نقدم هدايانا فى خشوع وهدوء،وأنه لا يوجد فرق فى تقديم الهدايا ما بين ما يقدم لغنى أو فقير،والهدية ليست بقيمتها المادية بل برسالتها المعنوية، وهنا نتذكر هدية مجوس المشرق لطفل المزود،حيث يقول الكتاب المقدس: "جاء ملوك المشرق (المجوس) من بلادهم البعيده ... بلاد فارس ... وسجدوا له.ثم فتحوا كــنوزهم وقدموا له هدايا ذهبا ولبانا ومرًا "(متى:2:12).
وهنا رسالة آخرى هى الرجوع إلى الله"ارجعوا إلى،أرجع إليكم"(ملاخى 3:7) ،إذا أردنا أن نبحث عن الله فلنطلبه بكل قلب صافى ليس من أجل منفعة أو ضيقه نمر بها؛بـل نطلبه حبا فيه، لكى نسجد له؛ مقـدمين هـدايانا مثل "مجـوس بلاد المشرق"،فإنه مكتوب "أطلـبوا الرب مادام يوجد أ دعـــوه وهو قــريب، ليترك الشرير طريقـه" (6:55) فلا يمكن أن يرفض الله أى إنسان يطلبه ويلجأ إليه،كما أن مولده كان رسالة فرح وتفـــــاءل لكل البشرية،حتى الملائكة فرحوا قائلــين:"المجد لله فى الأعلى وعلى الأرض الســـلام، وفى الناس المسرة".
أما رسالة مصر فحملها الطفل يسوع بنفسه لمكانتها فى قلبه،فبعد ميلاده حسب ما ذكر معلمنا متى أن يوسف وأمه السيدة العذراء هـــربا، من وجه هيرودس إلى أرض مصر،فمرت العــائلة المقدسة أثناء رحلتـها على مسطرد، ووصلت إلى بلبيس ثم سمـنود ومنها إلى سخا وعــبروا النيل متجهين نحو الــغرب، حتى وصلت برية شيـــهيت بوادي النطرون،فـقدس الطفل الوادى وباركتـــه السيدة الــعذراء،التي استطاعت رؤية صحراء الإسقيط من مدينة الـطرانة الواقعة على فــــرع رشيد، والتي تبعد أربــعين كيلومترًا عن الأديرة الحالية،وواصلت العـائلة رحلتها إلى جـــبل الطير بمدنية المنيا، حتى استــــقرت بمنطقة"ديــــر المـــحرق " بمدنية أسيــــوط،ودشن الطــفل يسوع أول مذبح ــ وســــــط أرض مصرــ ،وبارك شعبها،وهنا نتذكر ما ورد بالكتاب المقدس "من مصر دعوت أبنى" و"مبارك شعبى مصر".
لقد جاء السيد المسيح برسالة سلام لكل البشرية، سلام بين الإنسان ونفسه وسلام مع الله،وسلام بين الإنسان والآخرين،وسلام ما بين الإنسان ومجتمعه،ليتنا نتعلم سبل السلام ونحيا كما علمنا السيد المسيح.بأن الصلح أفضل من تقديم القرابين فقال : "فـــإن قــدمت قربانك إلى المذبح، وهناك تذكرت أن لأخيــــك شيئًُا علـــيك، فاترك هناك قربانك قـــدام المذبح، واذهــب أولاً اصطلح مع أخيك وحينئذ تعال وقدم قربانك".
على أية حال، لخص الطفل يسوع رسالته لأهل مصر فى كلمتين هما"المحبة والسلام" نطلب من ملك السلام"سلام لقلوبنا جـميعنا،ولمصرنا الحبيبة أن يصونها من كل مكروه ومن كل شــر الفتـــن والتعصب والأرهــاب الغاشم،نسألك يارب من أجـــل المطحونين والجائعــين والخـائفين والمخطوفين، لتنعم عليهم بالطمأنينه والسلام،الــذين تجسدت من أجلهم،لــيتنا نقـــول للعــالم كــله اليوم:" "تعــالوا نفرح ونتهلل،ولـــد لكم اليوم فى مدينة داود مخلص هـو المسيح" (لوقا2:11 ـ 10).
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع