احمد رفعت
أين اختفى.. أو أين ذهب نادر بكار القيادي الشهير بحزب النور؟! هل تذكرونه؟!
كان الرجل ولسنوات -وأي سنوات- ملء البصر والسمع وملء الشاشات وصفحات الصحف -بالكتابة وبالتصريحات- والندوات والمؤتمرات الصحفية والجماهيرية والانتخابية على السواء.. حتى كانت المزحة الشهيرة أنه يمكنك أن تراه في مؤتمرين في وقت واحد.. الأول بالإسكندرية والآخر في أسوان!
كانت السنوات من 2011 إلى 2016 -كما يسمونها في مصلحة الضرائب- هي سنوات النشاط له.. بكثافة ملفتة.. حتى لا تعرف من الذي يبحث عن من.. وسائل الإعلام والصحفيين والمعدين أم هو.. متحدثا رسميا عن حزب النور.. عضوا بلجنة كتابة الدستور كأصغر أعضائها وهو إبن الثامنة والعشرين.. مرشحا برلمانيا.. طرفا أصيلا في ضجة كبري باجتماعه في يوليو من العام 2016 مع تسيبي ليفني وزيرة خارجية العدو الصهيوني السابقة وإبنة الموساد الشهيرة واتهامات واتهامات مضادة بالتطبيع!
وفجأة.. أنباء عن سفره للخارج للدراسة.. والنبأ تحول إلى خبر.. والخبر إلى إجراءات لمنحة في أكبر جامعات العالم.. والإجراءات إلى لغز.. فلا ظهور ولا مناسبات ولا نزول إجازات ولا إشارات عن الدراسة وما وصل إليه ولا تواصل اجتماعي، ولا تواصل مع أصدقاء أو زملاء قدامى ولا بث مباشر، ولا توقيف في المطار ولا قضايا سابقة ولا حتى تناول شخصي عادي وطبيعي عن الزواج أو الإنجاب أو أي شيء من أي نوع!
الاعتزال - اعتزال للعمل العام بعني - وارد.. وأحيانا مطلوب.. وأحيانا ثالثة يكون الحل الأمثل.. لكن كيف يمكن اعتزال حتى وسائل التكنولوجيا الحديثة؟! ألم يلتقه أحد في أي شارع في أي مكان بالعالم؟! ألا يتناول طعامه في أي مطعم؟! ألا يؤدي أي شعائر في أي مكان؟! ألا يشجع أي ناد أو يحضر أي مباراة؟! ألا يؤازر محمد صلاح في أي مناسبة ؟! يصادف أي شخصية علي أي طائرة؟! أم إن ذلك يحدث ونحن لا ولم نعرف لتقصير منا؟!
أين بكار صحيح؟!
نقلا عن فيتو