محرر الاقباط متحدون
"رسالة المسيح كانت ولا تزال من أجل إنسانية أكثر صدقا وبيئة تليق بالكرامة البشرية. علينا أن نولد من جديد ونبدأ مسيرة جديدة" هذا ما كتبه البطريرك الكلداني في رسالته بمناسبة عيد الميلاد ٢٠٢٤
"رسالة المسيح كانت ولا تزال من أجل إنسانية أكثر صدقا وبيئة تليق بالكرامة البشرية. علينا أن نولد من جديد ونبدأ مسيرة جديدة" هذا ما كتبه البطريرك الكلداني في رسالته بمناسبة عيد الميلاد ٢٠٢٤
وجّه البطريرك الكلداني الكاردينال لويس روفائيل ساكو رسالة بمناسبة عيد الميلاد والسنة الجديدة، كتب فيها "المجد لله في العلى وعلى الاض السلام". هذه كلماتُ الرجاء من السماء لمستقبل البشرية المُتعَبة. وسط الحالة الاستثنائية الراهنة التي تعيشها شعوب المنطقة بقلق وخوف، يأتي احتفال المسيحيين بعيد ميلاد المسيح، ميلاد الرجاء وقِيَم الأُخُوَّة والمحبة والسلام والأمان والخير للجميع. رسالة المسيح كانت ولا تزال من أجل إنسانية أكثر صدقا وبيئة تليق بالكرامة البشرية. علينا أن نولد من جديد ونبدأ مسيرة جديدة.
تابع الكاردينال لويس روفائيل ساكو يقول وإذْ لا تُخفي الكنيسة الكلدانية قلقها ومخاوفها إزاء ما يجري، تؤكد صلاتَها في أيام عيد الميلاد، من أجل السلام والأمان في المنطقة والعالم، وتُعبِّر عن تضامنها مع كل الذين يعيشون ظروفاً صعبة وقلقة والحاجة في غزة ولبنان وسوريا وفي أماكن أخرى. انطلاقا من رسالة الميلاد للسلام، تُناشد الكنيسة الكلدانية جميع قادة العالم للتحلّي بالمسؤولية والشجاعة، لإيجاد حلولٍ سلمية دائمة للصراعات الدائرة في المنطقة. حلول ترتقي الى تطلعات شعوبِها الى أمن راسخ وإصلاح شامل، واستعادة حقوقهم وكرامتهم وسيادة بلدانهم.
أضاف البطريرك الكلداني يقول الشرق مهد الأنبياء وارض الحضارات والامجاد، يحتاج في هذه الظروف العصيبة الى العقلانية والحكمة والتمييز وتضافر الجهود في تحقيق المصالحة الوطنية والمضي قُدماً نحو مستقبل أفضل وليس الانجرار الى مزيد من النزاعات والانقسامات. يقول البابا فرنسيس في رسالته بيوم السلام العالمي الذي يُحتَفَل به في الأول من كانون الثاني ٢٠٢٥: "لتكن سنة ٢٠٢٥ سنة ينمو فيها السّلام! السّلام الحقيقيّ والدّائم، الّذي لا يتوقّف عند مراوغات الاتفاقيّات أو على طاولة أنصاف الحلول الإنسانيّة. لنسعَ إلى السّلام الحقيقيّ، الّذي يمنحه الله لقلب تجرَّد من السّلاح، وقلب يتغلّب على اليأس من أجل مستقبل، كلّه رجاء، يؤمن أنّ كلّ إنسان هو غنًى لهذا العالم".
تابع الكاردينال لويس روفائيل ساكو يقول بخصوص العراق، ندعو للعودة الى الهوية الوطنية الجامعة: وبناء الدولة على المواطنة، وفق أسس حديثة تضمن المساواة لجميع العراقيين، وحصر السلاح بيدها ومحاربة الفساد، ونبذ الطائفية وروح الانتقام كما دعا سماحة المرجع الأعلى السيد علي السيستاني، قبل أسابيع. تنوع الهويات الاثنية والدينية التي هي مصدر غنى يجب احترامه. علينا ان نتحد ونتكاتف ونعمل من أجل مصلحة بلدنا لأننا نتقاسم الوجود على أرضه.
أضاف البطريرك الكلداني يقول مخاوف المسيحيين، نحن مكوّن أساسي في النسيج العراقي، يتجذَّر وجودنا عميقاً في تاريخ العراق (بلاد ما بين النهرين)، نحن كلدان مملكة بابل العظيمة والمدائن (بغداد) وبيت الحكمة واشوريي امبراطورية نينوى وسريان تكريت ودير مار متى. المسيحيون من المؤسسين للعراق، وولاؤهم كان دوماً لبلدهم، وكانت لهم علاقة طيبة مع المسلمين، لكنهم عانوا الكثير في العقدين الأخيرين عانوا من نتائج هذه الصراعات وارتفاع خطاب الكراهية (الذي روَّجت له عناصر القاعدة وداعش)، والتهميش والاستحواذ على مقدراتهم وممتلكاتهم، مما دفع ثلثيهم الى الهجرة وهم النخبة. نريد البقاء على أرضنا، وبعلاقة جيدة مع الجميع، واستعادة حقوقنا ودورنا في بناء العراق الجديد وتوطيد العيش المشترَك، والتواصل مع مواطنينا بعلاقات طيبة، كوننا نحمل جميعاً نفس الهوية. نأمل أن تُنصِفنا الحكومة الموقرة بالأفعال وليس بالأقوال.
وختم البطريرك الكلداني الكاردينال لويس روفائيل ساكو رسالته بمناسبة عيد الميلاد والسنة الجديدة أخيراً، لنرفع صلاتنا إلى الله في غمرة عيد الميلاد والعام الجديد ٢٠٢٥ ويوبيل السنة المقدسة سنة الرجاء، ليَحلَّ السلام والأمن والأمان للجميع كما يريد الله. كل عام والعراق والعالم بخير.