ياسر أيوب

شهدت سنة 2024 نجاحات كثيرين فازوا ببطولات وميداليات من مختلف البلدان وفى مختلف الألعاب.. ووسط هذه النجاحات الطبيعية والمتوقعة كانت هناك نجاحات أخرى ستظل تعنى ما هو أكبر وأجمل وأهم من مجرد نجاح رياضى.. نجاحات حققها قليلون جاءوا من بعيد لا يعرفهم أحد ولا ينتبه إليهم إعلام ولا تلاحقهم أى أضواء.. ورغم ذلك أجبروا الجميع على التصفيق لهم فى النهاية.

 

تقديرا لكل انسان لا يراهن عليه أحد ويبقى رغم ذلك قادرا على الحلم والتحدى.. واحتراما لمن لم يكسرهم الخوف أو يمنعهم من مواجهة الكبار والانتصار عليهم أيضا.. ومن هؤلاء كان أرشاد نديم فى قرية ميان تشانو فى إقليم البنجاب شرق باكستان.. ولم يمنعه الفقر من حب لعبة رمى الرمح التى كان يلعبها بأفرع الشجر.. وظل يمارس لعبته ويفوز فى باكستان وآسيا ويتأهل لدورة طوكيو 2020 كأول لاعب باكستانى فى العاب القوى.

 

وفوجئ الجميع بأرشاد يحقق المركز الخامس فى طوكيو فيلتفت إليه بلده الذى اشترى له ثلاثة رماح جديدة وسمحت له شركة الكهرباء التى يعمل بها موظفا بسيطا بالتدريب فى ملاعبها استعدادا لدورة باريس.. وأصبحت المفاجأة الأكبر هى عودة أرشاد من باريس بميدالية الذهب.. ومن عذابها وخوفها وفقرها فى الكاميرون.. هربت سيندى نجامبا إلى إنجلترا وعاشت فى معسكر اللاجئين.

فتاة وحيدة بلا وطن وأهل أو بيت ومستقبل مهددة طول الوقت بترحيلها إلى بلادها لتواجه هناك الموت.. واكتشف سيندى بالمصادفة ناديا صغيرا للملاكمة.. وأحبت اللعبة ومارستها وتفوقت فيها وحين رفضت إنجلترا منحها الجنسية.. اختارتها الأمم المتحدة ضمن بعثة اللاجئين الأوليمبية فى باريس.. وأصبحت سيندى تلاكم ظروفها وخوفها وفقرها وعذابها وليست اللاعبات داخل الحلبة وفازت فى النهاية بميدالية باريس البرونزية.

 

أما إيمرسى فاى فكان لاعب كرة فرنسى من أصول إيفوارية.. لعب لنادى نانت وفاز بكأس العالم مع منتخب فرنسا تحت 17 سنة ولعب لمنتخبها تحت 21 سنة.. وحين احتاجته كوت ديفوار لم يتردد ولعب لها حتى اعتزاله.. وما جرى له لاعبا تكرر معه مدربا.. وبعد التدريب فى نانت ونيس وكليرمونت.. استدعته كوت ديفوار لتدريب منتخب تحت 23 سنة ثم أصبح مساعدا للمدير الفنى الفرنسى جان لوى جاسيت الذى سيقود المنتخب فى أمم إفريقيا فى بداية 2024..

 

 

وبعد خسارة كوت ديفوار أول مباراتين تم الاستغناء عن الفرنسى.. وبعد اعتذار هيرفى رينادرتمت الاستعانة بإيمرسى فاى فقط لاستكمال البطولة دون اقتناع به أو انتظار أى نجاح.. وفوجئ الجميع بفاى يقود كوت ديفوار للفوز مباراة بعد أخرى ثم بالبطولة كلها ويتم اختياره كأفضل مدرب بالبطولة.

نقلا عن المصرى اليوم