د.ممدوح حليم
لقد انتظرت البشرية طويلا حتى جاء يسوع المسيح، الذي وصفته النبوة الكتابية بأنه " مشتهى كل الأمم" :
"وأزلزل كل الأمم. ويأتي مشتهى كل الأمم، فأملأ هذا البيت مجدا، قال رب الجنود." (حجي ٢: ٧)
وفي السياق ذاته، تحدثت النبوات عن ملامح شخصيته، فقالت:
١ ويخرج قضيب من جذع يسى، وينبت غصن من أصوله، ٢ ويحل عليه روح الرب، روح الحكمة والفهم، روح المشورة والقوة، روح المعرفة ومخافة الرب. ٣ ولذته تكون في مخافة الرب، فلا يقضي بحسب نظر عينيه، ولا يحكم بحسب سمع أذنيه، ٤ بل يقضي بالعدل للمساكين، ويحكم بالإنصاف لبائسي الأرض، ويضرب الأرض بقضيب فمه، ويميت المنافق بنفخة شفتيه. ٥ ويكون البر منطقة متنيه، والأمانة منطقة حقويه. (إشعياء ١١: ١-٥)
إنه نقطة تحول في تاريخ البشرية...
٢ الشعب السالك في الظلمة أبصر نورا عظيما. الجالسون في أرض ظلال الموت أشرق عليهم نور. ٦ لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابنا، وتكون الرياسة على كتفه، ويدعى اسمه عجيبا، مشيرا، إلها قديرا، أبا أبديا، رئيس السلام. ٧ لنمو رياسته، وللسلام لا نهاية على كرسي داود وعلى مملكته، ليثبتها ويعضدها بالحق والبر، من الآن إلى الأبد. غيرة رب الجنود تصنع هذا. (إشعياء ٩: ٢، ٦، ٧)
ولقد لخص المسيح رسالته، وهي كما جاءت في النبوة عنه:
١٦ وجاء إلى الناصرة حيث كان قد تربى. ودخل المجمع حسب عادته يوم السبت وقام ليقرأ، ١٧ فدفع إليه سفر إشعياء النبي. ولما فتح السفر وجد الموضع الذي كان مكتوبا فيه: ١٨ «روح الرب علي، لأنه مسحني لأبشر المساكين، أرسلني لأشفي المنكسري القلوب، لأنادي للمأسورين بالإطلاق وللعمي بالبصر، وأرسل المنسحقين في الحرية، ١٩ وأكرز بسنة الرب المقبولة». ٢٠ ثم طوى السفر وسلمه إلى الخادم، وجلس. وجميع الذين في المجمع كانت عيونهم شاخصة إليه. ٢١ فابتدأ يقول لهم: «إنه اليوم قد تم هذا المكتوب في مسامعكم». (لوقا ٤: ١٦-٢١)
هذا هو يسوع المخلص الذي نحتفل بميلاده هذه الأيام