بقلم الراهب القمص يسطس الأورشليمى
كتاب وباحث في التاريخ المسيحى والتراث المصرى
   وعضو إتحاد كتاب مصر 
 
الواجهة التي تدعمها عدة عقود معمارية بنيت على مدار القرون ، كان فيها ثلاثة أبواب للدخول . أما اليوم فلم يتبق منها سوى باب واحد وقد أضحى بدوره بالغ الصغر عبارة عن مدخل ضيّق منخفض . بالإمكان ملاحظة آثار الأبواب التي تعود إلى مختلف الحقب فوق المدخل . فنلاحظ أسلوب الزخرفة البيزنطية فالأقواس الصليبية . 
 
يقودنا المدخل الضيق إلى دهليز مظلم بسبب إغلاق جميع نوافذ الواجهة . ثم نجد بابا خشبيا نحته فنانون أرمنيون ام 1227 م . يؤدي بنا إلى البازيليك . 
  فور دخولنا نجد إلى اليسار بابا صغيرا يقودنا إلى أروقة القديس هيرونيموس فكنيسة القديسة كاترينا . 
 
تنقسم البازيليك إلى خمسة أروقة تفصل بينها أربع مجموعات من الأعمدة الحمراء مازالت تظهر عليها آثار الرسومات القديمة . السقف عبارة عن ألواح من الخشب المكشوف يعود تاريخها إلى القرن السادس عشر وقد تم ترميمه في القرن الماضي . 
 
 
لم يبق من الموازاييك الذى كان يغطي الجدران سوى آثار قليلة .
 
في الأصل ( القرن الثاني عشر ) كانت الرسوم تمثل شجرة عائلة يسوع بحسب رواية متى 1 : 1 – 17 ولوقا 3 : 23 – 38 ( الجزء الجنوبي ) .
 
وعلى الجزء الشمالي نجد المجامع الكنسية المتعلقة بسر التجسد ومشهد حياة يسوع . تحت مستوى الأرضية الحالية التي تعود إلى الحقبة الجوستنيانية يمكننا مشاهدة فسيفساء قسطنطين وهي عبارة عن أشكال هندسية . 
 
على جانبي الهيكل الرئيسي في صدر البازيليك نجد المدخلين اللذين يؤديان إلى مغارة الميلاد .
 
الأبواب البرونزية والمداخل المرمرية الضخمة تعود للحقبة الصليبية . 
 
مغارة الميلاد عبارة عن شكل قائم الزاوية تغطيه الأقمشة الاسبستية الحريرية الناعمة لحمايتها من الحرائق .
 
تحت الهيكل الرئيسي نجد نجمة فضية تشير إلى موضع ميلاد يسوع وعليها عبارة باللاتينية تقول : " هنا ولد يسوع المسيح من مريم العذراء " . 
 
على يمين الناظر إلى الهيكل الرئيسي نجد المغارة التي تُدعي " مغارة المجوس " حيث كان المذود الذي وضع فيه الطفل يسوع . 
 
في أخر المغارة نجد بابا يؤدي بنا إلى مغارات عديدة تحت الأرض .
 
ويفتح هذا الباب خلال الإحتفالات الدينية اللاتينية فقط . في ظلام هذه المغارة التي تضيئها الشموع وبعض المصابيح يذكر التقليد المسيحي سر ولادة كلمة الله المتجسد . 
 
البنايات الأخري المحيطة بالمهد :
 في العصور المتلاحقة أضيف عدد من الكنائس والأديرة إلى المهد ، فمن الجنوب بني دير الأرثوذكس ، وهو متصل بالبازيليكا القديمة ، وكذلك دير الأرمن ، وكنيسة الأبرياء التى شيدت لإحياء ذكرى144000 الأطفال الذين قتلوا على يد هيرودوس بعد هروب مريم ويوسف والطفل يسوع إلى مصر ( متى 16 : 3 ) ، وتعود هذه البنايات إلى العهود البيزنطية والصليبية .
 
على الجهة الشمالية للمهد أضيف دير الفرانسيسكان ( الهوسبيس ) ، وكنيسة القديسة كاثرين التى شيدت عام 1881 م .
 
وهناك مدخل صغير في الحائط الشمالي من البازيليكا يؤدي إلى هذه الكنيسة الهادئة .
 
يقال إن السيد المسيح ظهر للقديسة كاثرين السكندرية في هذا المكان ، الذي منه يبث قداس ليلة الميلاد إلى جميع أنحاء العالم .
 
وفي أسفل الكنيسة يقع قبر القديس ( جيروم ) الذى ترجم العهد القديم من الآرامية أو العبرية القديمة إلى اللاتينية .
 
هذا الكتاب أصبح أهم كتاب في العالم لمدة تزيد على 1000 سنة بصفته النسخة الأصلية الوحيدة لإنجيل الكنيسة الكاثوليكية حتى العام 1546 م .
 
جاء القديس جيروم إلى بيت لحم من روما عام 386 م ، وعاش حياة عزلة في كهف بالقرب من مغارة المهد حتى وفاته عام 420 م ، وتمثاله موجود حتى اليوم في ساحة الكنيسة