حمدي رزق
وفى حضرة الدكتور «أسامة الأزهرى» وزير الأوقاف، زف الدكتور «جابر البغدادى»، وكيل المشيخة العامة للطرق الصوفية بمحافظة بنى سويف، خبر تبرع النائب القبطى «نادر نسيم»، عضو مجلس الشيوخ عن المحافظة، بمبلغ نصف مليون جنيه مساهمة فى تطوير مسجد السيدة حورية الأثرى.
خبر يستحق الحفاوة، فهو لفتة وطنية مفعمة بالمحبة، تصب فى كتاب «فقه المواطنة الشعبية»، وهو كتاب مصرى خالص يحوى قصصًا وحكايات ومرويات، آيات من المحبة تشرح القلب.
صورة النائب الكريم وسط العمائم المبتهجة بتبرعه لا تخطئها عين مراقب يتأمل عن كثب تجلى روح المواطنة فى يوميات هذا الشعب الطيب.
لا تسألن عن السبب؛ سبب تبرعه، وهل يُسأل مُحب عن المحبة؟. النائب «نادر نسيم» المثال، أحد عناوين المحبة، وإن تعدّوا صور المحبة لا تُحصوها. الصورة فى افتتاح مسجد السيدة حورية بألف مما تعدّون. صورة تقول إن المحبة ساكنة تحت الجلد، تحديدًا فى قلوب الطيبين.
ليتكم تفقهون «فقه المحبة» الذى جافاه قساة القلوب زمنًا ماضيًا.
تَجلى هذه الصور الطيبة فى «بنى سويف» يمحق صورًا كئيبة عشناها، وخبرناها، وتجاوزناها. ترد على مرضى القلوب، وتفحم الكارهين. بين ظهرانينا بعض بشر يقتاتون الكراهية، ويصدرون الجفوة، ويظلمون ذوى القربى، ويطالعون كتاب «فقه الكراهية» آناء الليل، فى العتمة، وأطراف النهار.
جميل هذا الصنيع الطيب، المسيحيون المصريون يضربون أروع الأمثلة فى المحبة، وكتاب المحبة مصريًّا يحوى قصصًا ملونة بألوان الورد البلدى.
طريق المحبة سالكة، والقلوب صافية، وطيور الأيك صادحة، تغتسل فى نهر المحبة، ونتلو صلوات فى حب الوطن.
عقود طويلة عبرت، تفشّت فيها فتاوى الكراهية وصدّرتها وجوه قبيحة، وألسنة حداد سلقت إخوتنا بفاحش القول، وهم أقرب إلينا مودة، ومنهم قسيسون ورهبان لا يستكبرون.
مقاومة الآفات الضارة التى ترعى فى زراعات المحبة بطرق المكافحة اليدوية تخفف من وقع وباء الكراهية الأسود، ولكن رش الحقول الواسعة على مستوى الوطن يستوجب تدخل الدولة فى مقاومة آفة الطائفية البغيضة. يستوجب الرش الأفقى من أعلى؛ الوباء شديد، ضرب الزراعات الوطنية، ورق الزرع أصفر فى الأرض الشراقى لماء المحبة الشحيح.
النائب «نادر المثال»، يقدم المحبة مشفوعة بتبرع كريم، عمل ما يمليه عليه قلبه، ووصاه به السيد المسيح عليه السلام. هلا عملنا ما علينا؟، هل قمنا بالواجب؟، هل أصلحنا المسار؟، هل روينا الحقول بماء المحبة؟، هل تشربت الأجيال الشابة معنى المحبة، الذى يستبطنه العجائز مثلنا؟، وهن العظم واشتعل الرأس شيبًا ونحن نتشوق لقطرات ندى المحبة تلمع على الورق الأخضر ساعة شروق شمس الوطن.
سيقول السفهاء منهم: النائب يتجمّل، والانتخابات على الأبواب. فليكن، فليتجمّل أكثر، فيه أجمل من كده، ويتودد وليكن، فليتودد أكثر، وليصل إخوته، ويفرح لفرحهم، ويستحث الخطى حبًا. الله محبة، والمحبة ليست معلقة على حرف.
النهر يغسل أدرانه، عاد نهر المحبة يجرى رقراقًا فى وديان المواطنة الخضراء. المصريون يضربون أروع الأمثلة فى المحبة، ولا يمررون الأيام الصعبة دون لمحات وصور طيبة كالتى سجلها النائب فى مسجد السيدة حورية.. طوبى للساعين إلى الخير.
نقلا عن المصري اليوم